من هو الوليد الأول؟
الوليد الأول بن عبد الملك بن مروان هو الخليفة السادس للسلالة الأموية، أول سلالة وراثية للإسلام، يُعرف وليد الأول بأنّه راعي المباني الأثرية، وتشمل الأعمال التي كلف بها المسجد الكبير بدمشق والمسجد النبوي في المدينة المنورة.
فترة حكم الوليد الأول:
تُعرف فترة حكمه أيضًا بأنها فترة توسع نظرًا لسلسلة من الانتصارات الحاسمة التي حققتها جيوش الإمبراطورية على كل من الحدود الغربية في الأندلس، حيث هُزم رودريك ملك القوط الغربيين في معركة غواداليت (وادي لاكو باللغة العربية) في عام (711)، وعلى الحدود الشرقية في ما وراء النهر، أو تركمانستان وأوزبكستان الحديثة، حيث استسلمت مدن آسيا الوسطى المهمة بخارى وسمرقند وفرغانة للجنرالات المسلمين.
كان الوليد الابن الأكبر للخليفة عبد الملك بن مروان، متشددًا في آرائه الدينية، وكان له اهتمام كبير بالعمارة، كخليفة، صادر كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان المسيحية في دمشق وأقام المسجد الكبير (الجامع الأموي).
كما بنى مساجد في المدينة المنورة والقدس، في عهد الوليد تم فتح مناطق في آسيا الوسطى وشمال إفريقيا الساحلية وإسبانيا ووضعها تحت حكم الإسلام، على الرغم من أن الوليد لم يقم بذلك بنفسه، إلا أنه قدم الدعم لضباط ومسؤولين مرؤوسين قادرين، مما سمح لهم باستقلالية كبيرة في إدارة شؤونهم.
الفتوحات في عهد الوليد الأول:
بعد وفاة عبد الملك بن مروان، تولى ابنه الوليد الأول (705-715 م) المنصب الذي دفع حدود إمبراطوريته إلى أبعد من ذلك، استمر واليه على العراق الحجاج في بسط نفوذه على ملكه.
نجح اثنان من رعاياه – محمد بن قاسم (695-715 م) وقتيبة بن مسلم (669-715 م) في إخضاع أجزاء من باكستان الحديثة وما وراء النهر، على التوالي، بدأ الفتح الإسلامي لإسبانيا عام (711) م عندما نزل بربري يُدعى طارق بن زياد على شبه الجزيرة الأيبيرية على جبل يحمل اسمه اليوم جبل تار.
استطاع طارق بن زياد هزم جيشًا متفوقًا عدديًا بقيادة الملك القوطي رودريك (حكم 710-712 م) في معركة غواداليت (711 م)، وبعد ذلك استطاع السيطرة على المنطقة، أما موسى بن نصير (640-716 م)، حاكم إفريقية (شمال إفريقيا خارج مصر) عزز طارق بمزيد من الرجال.
وكان الثنائي قد فتح معظم الأندلس بحلول عام (714)م، كان موسى على وشك فتح أوروبا عبر جبال البرانس، ولكن في تلك اللحظة المصيرية، ولأسباب غير واضحة للمؤرخين، أمر الخليفة كليهما بالعودة إلى دمشق.