من هو الحسين بن طلال؟

اقرأ في هذا المقال


يعتبر شخصية سياسية وثالث ملوك الأردن حكم من سنة 1952 حتى وفاته في سنة 1999 ولقب الملك الحسين بن طلال رحمه الله بالملك الباني؛ لأنه استطاع تحقيق إنجازات كبيرة رغم كل المعوقات والمضايقات مثل: الظروف الصعبة التي أحاطت به وقيود المعاهدة البريطانية ووجود القيادة الأجنبية للبلاد، مع ذلك فقد تمكن من العبور بثبات وهدوء حتى تمكن من وضعها على خريطة العالم كدولة مهمة وذات سيادة.

لمحة عن الحسين بن طلال

ولد في عمان سنة 1935 حتى يكون الابن الأكبر للأمير طلال بن عبد الله ودرس في الكلية العلمية الإسلامية ثم استمر في المملكة المتحدة، ثم بعد أن تولى الملك طلال حكم المملكة الأردنية الهاشمية في سنة 1951 تم تعيينه ولياً لعهد المملكة الأردنية.

بعد ذلك أقال مجلس النواب الأردني الملك طلال بعد عام من توليه الحكم وبسبب مرضه في ذلك الوقت الأمر الذي دفع المجلس إلى تعيين مجلس الوصاية حتى بلوغ الحسين سن الحكم الدستوري، حيث اعتلى العرش وهو في ال 17 من عمره في 2 مايو سنة 1953 وحكم الحسين الأردن بملكية دستورية لأطول فترة بين أفراد عائلته الذين تم تتويجهم ملوكاً على الأردن أو العراق منذ سنة 1920.

كان لديه رؤية مستقبلية والقدرة على تقييم الأمور ونتائجها مما أدى إلى نجاح الأردن وبناءه وقيادته نحو الاستقرار، حيث استطاع أن ينجح في بناء الاقتصاد الوطني رغم قلة الإمكانيات كما اتسم بالشجاعة وبدأ عمله عند توليه الحكم بتعريب الجيش وتسليم القيادة للضباط الأردنيين.

لقد تميز رحمه الله بديناميته وتأثيره على الآخرين مما جعله قادراً على بناء علاقات صداقة متينة مع جميع دول العالم واحترمه الجميع ورأيه في جميع المجالات، حيث كان يشارك في المؤتمرات الداخلية والخارجية ويتحدث بجرأة ولباقة عن القضايا التي تهم الأمة مثل: القضية الفلسطينية والسعي لتحقيق السلام في المنطقة، كما كان لطيفاً ورحيماً ومتواضعاً مع شعبه ولم يردع أحداً ولم يتردد في مساعدتهم.

تولى الحسين حكم المملكة ملكاً دستورياً وبدأ عهده بما أطلق عليه التجربة الليبرالية وفي سنة 1956 سمح بتشكيل أول حكومة برلمانية منتخبة في تاريخ الأردن، حيث بعد أشهر قام بإجبار الحكومة برئاسة سليمان النابلسي على الاستقالة وإعلان الأحكام العرفية وحظر الأحزاب السياسية.

يشار إلى أنه في عهد الملك حسين دخل الأردن في ثلاث حروب مع الكيان الإسرائيلي، كان أبرزها حرب الأيام الستة سنة 1967 التي انتهت بخسارة الأردن ثلاث محافظات منها كانت تشكل ما تعرف بالضفة الغربية، حيث في سنة 1970 قامت الحكومة الأردنية بطرد مقاتلي التنظيمات الفلسطينية بعد أن شعر المسؤولون في البلاد بنمو سلطتهم التي تهدد أمن الأردن والسلام الاجتماعي فيه، فيما أطلق عليه الفلسطينيون اسم أيلول الأسود والأردنيين اسم فترة الأحداث المؤسفة.

في سنة 1988 أعلن الحسين قرار فك الارتباط الإداري والقانوني بالضفة الغربية والتنازل عن السلطة الرسمية والقانونية في الضفة الغربية لصالح منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما نظرت فيه جامعة الدول العربية في قمة الرباط بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين تلا ذلك اعتراف دولي بالمنظمة الشيء الذي يعتبره الكثيرون في الأردن غير دستوري، هو التنازل عن الأراضي الأردنية في نص دستور الأردن لعام 1952.

بعد توقيع اتفاقيات أوسلو بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي أصبح حسين ثاني زعيم عربي بعد أنور السادات الذي وقع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية سنة 1978، الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل وعرفت بمعاهدة وادي عربة رغم الرفض الشعبي لها.

في الوقت الذي توج فيه الحسين ملكاً كان الأردن لا يزال دولة حديثة شابة تحكم الضفة الغربية نتيجة لحرب سنة 1948 كان الأردن ملاذاً لأعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب، ثم قاد حسين بلاده بنجاح خلال أربعة عقود من الحروب والأزمات في الصراع العربي الإسرائيلي والحرب الباردة وازناً الضغوط، التي كانت على الأردن من قبل القوميين العرب والاتحاد السوفييتي والدول الغربية والكيان الإسرائيلي.

لعب الحسين دور الوسيط بين مختلف الأطراف المتصارعة في الشرق الأوسط الذي أظهره كصانع سلام، على الرغم من تعرض الملك حسين لعدد كبير من محاولات الاغتيال والانقلاب عليه إلا أنه يعتبر الحاكم الأطول حكماً في المنطقة.

توفي الحسين عندما كان عمره 63 سنة بمرض السرطان في سنة 1999 وتعد جنازته الأكبر في التاريخ من حيث عدد القادة الدوليين الذين قاموا بالحضور، ثم خلفه نجله الأكبر الأمير عبد الله بن الحسين الذي أصبح اسمه الملك عبد الله الثاني بن الحسين.


شارك المقالة: