كان المهاجر بن قنفذ حافظ لكتاب الله وكان رأس المسجد في زمان عبد الملك وبعده عبد الله بن عامر اليحصبي، كان يزعم أنّه من حمير وكان غير صادق في نسبه، فحضر شهر رمضان فقالوا: “من يؤمُّنا؟ فذكروا رجلاً، وذكروا المهاجر بن أبي المهاجر فقال: ذلك مولى ولسنا نريد أن يؤمنا مولى، فبلغت سليمان، فلما استخلف بعث إلى المهاجر، فقال: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان قف خلف الإمام، فإذا تقدّم عبد الله بن عامر قبل أن يكبر فخذ بثيابه واجذبه، قل: تأخر، فلن يتقدمنا دعي، وصل أنت بالناس؛ ففعل.
من هو المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان؟
المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جُدعان بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القُرشي التيمي، كان عبد اللّه بن جُدعان عمَّ والده، هو جد محمد بن يزيد بن مُهاجر، قيل: إِنّ اسم المهاجر عمرو واسم قنفذ خَلَف وإِنّ مهاجراً وقنفذاً لقبَان، قام أخرج أبو داود والنسائي مِنْ طريق معاذ بن هشام الدُّستوائي عن أبيه عن قَتادة عن أبي ساسان، المهاجر بن قنْفذ أنّه أتى صلى الله عليه وآله وسلم وهو يَبُول، فسلّم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم ردّ عليه.
والدة المهاجر بن قنفذ بن عمير هند بنت الحارث بن مسروق من بني غنم بن مالك بن كنانة، أنجب المهاجرُ محمداً وزيداً ومُعاذاً وعُمَرَ من هند بنت الحارث، أما حمزةَ وزينبَ فأمهم زَبِينَة بنت بعاج بن الحجاج بن ذياد، قال محمد بن عمر: كان زيد بن المهاجر قد أدرك عُمرَ وروى عنه وقال: “كنا نصلي مع عمر الجمعة وإنا لنتمارى في فيّ الغداة، فرض معاوية بن أبي سفيان لمحمد بن زيد بن المهاجر في المحتلمة، وقد روى عنه ولهم دار بالمدينة علَى بطحان”.
كان المهاجر بن قنفذ أحدَ الأشخاص السابقين إلى الإسلام، فلما هاجر قام المشركون بأخذه وعذّبوه، فاستطاع الهروب منهم وعاد إلى المدينة المنورة؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : “هذا المُهَاجِر حقًّاً”، قال ابن سعد وأَبو عبيدة السُّكري: “وَلاه عثمان بن عفان في خلافته” وقيل: كان اسمه أولاً عمراً، ويقال: كان اسم أبيه خلفاً وقُنْفذ لقب وقيل: إنّما أسلم بعد الفتح”.