من هو جندرالي خليل باشا الأصغر

اقرأ في هذا المقال


خليل باشا الجاندرلي الصغير، شخصية بارزة في تاريخ الدولة العثمانية، وواحد من أبرز الصدور الأعظم الذين تولوا هذا المنصب الرفيع. اشتهر بدوره المحوري في الفتح العثماني للقسطنطينية، لكن نهايته كانت مأساوية حيث لقي حتفه بأمر من السلطان محمد الفاتح.

من هو جندرالي خليل باشا الأصغر

ينتمي خليل باشا إلى أسرة الجاندرلي العريقة، التي قدمت العديد من الصدور الأعظم للدولة العثمانية. كان خليل باشا الصغير أحد أبرز أفراد هذه الأسرة، وتولى منصب الصدر الأعظم في عهد السلطان مراد الثاني والسلطان محمد الفاتح.

جندارلي خليل باشا (توفي 10 يوليو 1453)، المعروف باسم الأصغر، كان وزيرًا عثمانيًّا مؤثرًا للغاية في عهد السلطان مراد الثاني، وخلال السنوات القليلة الأولى من حكمه، السلطان محمد الثاني (من 1439 إلى 1 يونيو 1453 على وجه التحديد).

كان أحد أفراد عائلة جندارلي، وهي عائلة سياسيّة ذات نفوذ كبير في الإمبراطوريّة العثمانيّة، جده واسمه، جاندرلي كارا خليل حيدر الدين باشا (جندارلي خليل باشا الأكبر)، كان أيضًا وزيرًا أعظم، في عهد السلطان مراد الأول.

تولي جندرالي خليل باشا الأصغر الصدارة

خليل باشا هو العضو الرابع وما قبل الأخير من عائلة جندارلي الذي شغل منصب الوزير الأعظم في الإمبراطوريّة العثمانيّة، شغل المنصب أيضًا والده جندرلي إبراهيم باشا الأكبر، وعمه جاندرلي علي باشا، وجده جاندرلي خليل باشا الأكبر.


ابنه جندارلي إبراهيم باشا الأصغر، أصبح أيضًا وزيرًا كبيرًا في الدولة العثمانية، خلال فترة حكمه تقاعد السلطان مراد الثاني، وهو رجل مهتم بالدين والفنون أكثر من السياسة، في مدينة مانيسا، لحماية السلطان، بنى خليل باشا قلعة في بلدة مجاورة، وأطلق عليها اسم (Çandarlı) بعد عائلته (لا تزال القلعة أشهر معلم في جاندارلي اليوم).

خلال أوقات تقاعد السلطان مراد الثاني، كان خليل باشا يسيطر فعليًا على الإمبراطوريّة العثمانية في العاصمة أدرنة مع السلطان محمد الثاني، الذي كان لا يزال طفلاً، كسلطان رمزي، في كلتا المناسبتين مع الأخطار التي قدمتها الجيوش الأوروبيّة المتحالفة التي تهاجم الأراضي العثمانيّة، استدعى جندارلي مراد الثاني وعزل الشاب محمد الثاني ليحل محله والده الأكثر قدرة.

أدى هذان الحادثان إلى استياء دائم من قبل السلطان محمد الثاني تجاه جندارلي، حقيقة أن عائلة جندارلي التي أصبحت ثرية للغاية من نفوذها في الإمبراطوريّة لأكثر من قرن، وربما أكثر من الأسرة العثمانيّة الحاكمة نفسها، زادت التوترات بين السلطان محمد الثاني وخليل باشا، سليل عائلة جندارلي.

عندما أصبح محمد الثاني سلطانًا، أرسل الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الحادي عشر رسولًا إلى العثمانيّين، طالبًا بزيادة أجره السنوي أو إطلاق سراحه، كان أورهان أحد أفراد الأسرة العثمانيّة البعيدين ويمكن أن يدعي نفسه كمتظاهر للعرش وربما يبدأ حرب أهلية، استخدم البيزنطيّون استراتيجية التشويش هذه عدة مرات من قبل.

دور خليل باشا الأصغر في الفتح العثماني

لعب خليل باشا دورًا حاسمًا في الفتح العثماني للقسطنطينية، حيث كان مستشارًا موثوقًا به للسلطان محمد الفاتح. وقد قدم له العديد من النصائح والإستراتيجيات التي ساهمت في تحقيق هذا النصر العظيم. كان خليل باشا يتمتع بحكمة سياسية واقتصادية فائقة، مما جعله شخصية مؤثرة في اتخاذ القرارات الحاسمة.

النهاية المأساوية لخليل باشا الأصغر

على الرغم من دوره البارز في الفتح العثماني، إلا أن نهاية خليل باشا كانت مأساوية. فقد اختلف مع السلطان محمد الفاتح حول بعض الأمور، مما أدى إلى اتهامه بالتآمر والخيانة. وقد أمر السلطان بإعدامه، ليكون بذلك أول صدر أعظم يُعدم بأمر سلطاني.

أسباب إعدام خليل باشا

هناك عدة أسباب محتملة لإعدام خليل باشا، منها:

  • الاختلاف حول سياسة الحكم: قد يكون الخلاف حول سياسة الحكم بين خليل باشا والسلطان محمد الفاتح هو السبب الرئيسي لإعدامه.
  • الغيرة والحسد: قد يكون بعض الحاشية قد حرضوا السلطان على قتل خليل باشا بدافع الغيرة والحسد على نفوذه وسلطته.
  • الرغبة في التخلص من منافس قوي: قد يكون السلطان محمد الفاتح قد أراد التخلص من خليل باشا لأنه كان يعتبره منافسًا قويًا.

إرث خليل باشا الجاندرلي

على الرغم من نهايته المأساوية، إلا أن خليل باشا الجاندرلي ترك إرثًا كبيرًا في تاريخ الدولة العثمانية. فقد كان رجل دولة حكيمًا، وقائدًا عسكريًا شجاعًا، وساهم بشكل كبير في توسيع حدود الدولة العثمانية.

تُعتبر قصة خليل باشا الجاندرلي درسًا قيمًا في تاريخ القوة والسلطة. فهي تظهر لنا كيف أن الأشخاص الأقرب إلى السلطة قد يكونون أكثر عرضة للسقوط، وكيف أن الغيرة والحسد يمكن أن يدمرا أعظم الإنجازات.

ختامًا، خليل باشا الجاندرلي شخصية مثيرة للاهتمام، تجمع في شخصيتها بين العظمة والشجاعة والمأساة. قصته تظل مصدرًا للإلهام والدراسة بالنسبة للمؤرخين والباحثين.


شارك المقالة: