ماسينيسا ملك نوميديا

اقرأ في هذا المقال


يعتبر ملك نوميديا من وأول من أنشأ نوميديا وأثناء شبابه وقبل أن يصبح ملكاً قام بالمشاركة في الحرب البونيقية الثانية ضد الرومان كمناصر لقرطاج، حيث تم ذكر قصة ماسينيسا في كتاب التاريخ وفي كتاب أحلام شيشرون.

لمحة عن ماسينيسا

لقد تم تلقيبه بملك المسيل وهو أول زعيم للبربر يذكره التاريخ ولد حوالي سنة 238 ق.م وهو ابن جايا بن زلالسان بن الليماس، حيث ولد في مدينة خنشلة الجزائرية لكن عائلته انتقلت إلى قسنطينة في الوقت الراهن والتي تم تحويلها بعد حكمه إلى سرتا وجعلها عاصمة حكمه في المنطقة الشرقية من الجزائر.

بعد الانتصار على القرطاجيين في الجزيرة الأيبيرية عرض ماسينيسا مساعداته على القائد الروماني سكيبيو وقاتل إلى طرفه في معركة زاما ووعده الرومان بأرض نوميديا، حيث بتشجيع من الرومان قام بتوحيد القبائل النوميدية لتأسيس مملكة نوميديا ​​ودخل تحت إدارته قبيلة ماسيلي وقبيلة ماسيلي، التي كانت تابعة في السابق للملك سيفاقس.

عرف ماسينيسا بزواجه من سفينبال السيدة القرطاجية الذي سمح لها بتسميم نفسها حتى لا تظهر في روما بعد انتصارها على قرطاج، حيث كان مناصراً قوياً لروما وقد حكم نوميديا ​​لمدة 54 سنة حتى مماته عن عمر يناهز ال 90 سنة.

ماسينيسا وتوليه العرش

لقد تولى ماسينيسا عرش نوميديا ​​بعد أن هزم الملك سيفاقس مؤيد قرطاج وأسره حتى حصل على أركان ملكه، حيث إنه كان من المعلوم أن ماسينيسا كان له خبرة في إدارة وتنسيق الحروب، حيث جعل من الدول الأمازيغية المجزأة دولة واسعة مزودة بالجيش النوميدي وجعل سيرتا عاصمته.

لم يحقق ماسينيسا ما كان يطمح به أي توسيع مملكته على حساب قرطاج وموريتانيا ومات قبل انهيار قرطاجنة الذي كان ينتظر فرصة الهجوم عليها وضمها إلى مملكته الشاسعة، حيث عندما أدرك الرومان ما كان يحلم به وهو تكبير مملكته ​​على حساب الأعداء ودعم نفوذ سلطته في الشرق والغرب، فقد سارعت روما لتقسيم عرش ماسينيسا من بين أبنائه ال 3 وهم: ميسيبيسا الذي تولى السلطة الإدارية ومستنابال الذي كان مسؤولاً عن الشؤون القضائية وغلوسا الذي كان معنياً بالشؤون العسكرية.

لقد مات ماسينيسا في حوالي سنة 148 قبل الميلاد بعد أن ظل على كرسي العرش فترة طويلة قرابة 60 سنة، حيث تم العثور على قبره حتى الآن في مدينة الخروب بأطراف قسنطينة والتي كانت تسمى قديماً سيرتا.

إنجازات الملك ماسينيسا

  • وحد القبائل والممالك النوميديين تحت راية إفريقيا للأفارقة وبذلك أسس ما يسمى بمملكة نوميديا ​​الشاسعة المستقلة عن الحكم القرطاجي، حيث أصبح ملكاً لها يحمل لقب “أغلايد”.
  • ساهم في تطوير أبجدية بربرية ليبية محلية تسمى خط تيفيناغ متأثرة باللغة الفينيقية الكنعانية والأحرف القرطاجية البونيقية.
  • أعد شعبه وأخرجهم من البداوة إلى الحضارة والاستقرار الاجتماعي.
  • أنشأ مملكة نوميدية عاصمتها سيرتا والتي بناها في منطقة مسيجة في الجبال المنعشة وهي جبال الأوراس، حيث بنى أسوارها وحصونها وقسمها إلى أحياء سكنية وتجارية إضافة إلى منشآت عامة وإدارية ودينية.
  • شجع الأمازيغ الرحل والرعاة على الاستقرار في المدن والضواحي لإنشاء اقتصاد زراعي يرتكز على الحبوب والفواكه، حيث جعل هذا القطاع الزراعي يعلم بوجود فائض في الإنتاج لأنه تأثر بتقنيات الزراعة المستوردة من اليونان وإيطاليا.
  • أعد شعبه وأخرجهم من البداوة إلى الحضارة والاستقرار الاجتماعي.
  • فرض الضرائب على السكان وفتح مملكته أمام التجار اليونانيين وصك العملات النحاسية والبرونزية، مما يشير إلى الرغبة في الاستقلال ورمزاً عن القوة السياسية والاقتصادية للمملكة.
  • كان قد جهز جيشاً بربرياً قوياً موحداً يجمع بين المشاة وسلاح الفرسان وكان لديه أسطول تجاري قوي ساهم في إثراء التبادل التجاري بين الشعوب الأخرى، كما كان لديه أسطول بحري قوي للدفاع عن حدود نوميديا.
  • أقام الملك ماسينيسا روابط قائمة على الود والمحبة مع روما واليونان التي جلب منها العلماء والخبراء والكتّاب.
  • في عهده انتشرت الثقافة البونيقية بين البربر أكثر من ذي قبل مع عدائه لقرطاج وقدمت العاصمة عدداً من الكتّاب اليونانيين وجعلها مدينة مرموقة.
  • حقق إنجازات سياسية واقتصادية وثقافية وحضارية عظيمة لمصلحة دولته وكان ملكاً ذكياً ودبلوماسيًا ماهراً في التعامل مع الشعوب القوية مثل الرومان واليونانيين.
  • استطاع ببراعته أن يؤسس مملكة نوميديا ​​العظيمة وتوسيع حدودها على حساب قرطاجنة والدفاع عن الهوية واللغة والكتابة، التي تعتبر رمز حضارتهم وأساس وجودهم.

شارك المقالة: