من هو محمد أمين علي باشا؟

اقرأ في هذا المقال


من هو محمد أمين علي باشا؟

كان محمد أمين علي باشا،والذي عُرف باسم محمد أمين علي (5 مارس 1815-7 سبتمبر 1871) رجل دولة عثماني بارزًا خلال فترة التنظيمات، اشتهر بأنه مهندس مرسوم الإصلاح العثماني لعام (1856)، وكان له دور بارز في معاهدة باريس (1856) التي أنهت حرب القرم.

حياة محمد أمين علي باشا:

كان محمد أمين علي باشا يُعتبر أنّه رجل دولة بارع وقدير، وغالبًا ما يُنسب إليه الفضل في منع تفكك الإمبراطوريّة العثمانيّة مبكرًا، دعا علي باشا إلى أسلوب غربي للإصلاح لتحديث الإمبراطوريّة العثمانيّة، بما في ذلك علمنة الدولة العثمانية، وتحسين الحريات المدنيّة.

لقد عمل على تهدئة الحركات القوميّة وفي نفس الوقت صد المعتدين الأجانب الذين كانوا يحاولون إضعاف السيطرة العثمانيّة، دعا إلى القوميّة العثمانيّة التي من شأنها أن تحل محل الولاءات العرقيّة والدينيّة المتنوعة، من أصول متواضعة باعتباره ابنًا لبوابًا، ارتقى علي باشا في مراتب الدولة العثمانيّة وأصبح وزيرًا للخارجية لفترة قصيرة في عام (1840)، ومرّة ​​أخرى في عام (1846).

وأصبح الوزير الأعظم لبضعة أشهر في عام (1852)، ثم وزير الخارجيّة مرّة أخرى عام (1854) بين عامي (1855) و (1871) تناوب بين الوظيفتين، وشغل في النهاية منصب وزير الخارجيّة سبع مرّات والصدر الأعظم خمس مرات في حياته، حصل على وسام النسر الأحمر من الدرجة الأولى (لغير المسيحيّين) عام (1851).

وُلد محمد أمين علي باشا في (5) مارس (1815) في القسطنطينيّة في منزل متواضع الإمكانيّات، وُلِد ابن صاحب متجر، دون تعليم رسمي باستثناء ثلاث سنوات من المدرسة الابتدائيّة، وفي المدرسة الابتدائية تعلم علي باشا القراءة والكتابة بالإضافة إلى حفظ بعض سور القرآن.

ومع ذلك، استمر علي باشا في تثقيف نفسه، بما في ذلك تعليم نفسه اللغة الفرنسيّة، بدأ حياته المهنية الطويلة في الخدمة العامة في سن الرابعة عشرة ككاتب في المجلس الإمبراطوري، في العام التالي، تم نقل علي باشا إلى قسم السجلات في المجلس الإمبراطوري، ومرّة أخرى، تمّ نقل علي باشا بعد عام، وهذه المرة إلى مكتب الترجمة.

تم إنشاء مكتب الترجمة (بالتركية: (Tercüme Odası)، المعروف باللغة الإنجليزية باسم مكتب (Dragoman) من الترجمة التركية، “الترجمة”) استجابة لاستقلال اليونان، كان هذا بسبب حقيقة أنّه قبل استقلال اليونان، عمل العديد من اليونانيّين كمترجمين في الأعمال الحكوميّة.

ونتيجة لذلك، أدت الانتفاضة اليونانيّة من أجل الاستقلال إلى هجرة المترجمين اليونانيّين الذين يعملون لحساب الحكومة وتركت طلبًا على المترجمين، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الدبلوماسيّة أكثر أهميّة، بما في ذلك هزيمة الجيوش العثمانيّة على يد المصريّين ومعاهدة هونكار إسكيليسي مع الروس.

لم تؤدِّ هذه التطورات إلى نمو داخل مكتب الترجمة فحسب، بل أدت أيضًا إلى زيادة التدقيق في مكتب الترجمة وزيادة الرواتب، ومع ذلك، فإنّ الوظيفة لم تحسن فقط الكثير في حياة علي باشا، بل أثَّرت أيضًا على سياساته المستقبليّة.
على سبيل المثال، حصل علي باشا وآخرون في مكتب الترجمة، مثل شريك علي باشا المستقبلي في الإصلاح، محمد فؤاد باشا، على الخبرة اللازمة في عالم الدبلوماسيّة من خلال أعمال الترجمة في هذا المجال بالذات، هذا الانكشاف على المجال الدبلوماسي أبعد محمد أمين علي باشا عن قيم المجتمع العثماني التقليدي بينما طوَّر في نفس الوقت قيم البيروقراطي العقلاني.


شارك المقالة: