السلطانة حفصة سلطان:
كانت حفصة سلطان (التركيّة العثمانيّة: حفصه سلطان؛ حوالي 1478- مارس 1534) زوجة سليم الأول وأنجبت له السلطان سليمان القانوني و خديجة وبيهان وشاهوبان وفاطمة، وتعتبر السلطانة الأم الأولى للإمبراطوريّة العثمانية بصفتها والدة السلطان سليمان القانوني، خلال الفترة ما بين تنصيب ابنها على العرش عام (1520) ووفاتها عام (1534)، كانت من أكثر الشخصيات نفوذاً وتأثيرًا في الإمبراطوريّة العثمانيّة.
كان للسلطانة حفصة دورًا كبيرًا في ضبط الخلافات بين زوجتي السلطان سليمان القانوني، وقد ذكرت المصادر أنّه بعد وفاتها قام السلطان سليمان القانوني بنفيها وإعدام ابنها الأمير مصطفى ولي عهده، وذُكر انّها كانت تحمي زوج ابنتها الصدر الأعظمابراهيم البرغلي، الذي كان أقوى صدر أعظم في تاريخ الدولة العثمانيّة، والذي أُعدم بأمر من السطان بعد عام من وفاة السلطانة حفصة.
ما هو أصل السلطان حفصة؟
الرأي التقليدي القائل بأنّ حفصة سلطان كانت ابنة مينلي الأول جيراي (1445-1515)، خان تتار القرم في معظم الفترة ما بين عام (1466) ميلادي و (1515)ميلادي، واستند إلى روايات الكتاب الغربيين الذين كانوا في القرن السابع عشر، وقد تمّ الطعن فيه لصالح أنها من أصل مسيحي من عبيد الدولة العثمانيّة بناء على أدلة وثائقية عثمانيّة أكدت هذا الشيء.
لا يزال العديد من المؤرخين يتبعون وجهة النظر التقليديّة (أن حفصة سلطان كانت ابنة مينلي الأول جيراي)، بما في ذلك بريان جلين ويليامز، يذكر المؤرخ الشهير ريسات قصبة الزواج بين السلطان سليم الأول وحفصة سلطان على أنّه “الزواج الأخير بين سلطان عثماني وأحد أفراد العائلة المالكة المسلمة المجاورة”، حيث كانت زوجات السلاطين الذين خلفوا السلطان سليم الأول غير مسلمات وأسلمن.
ومع ذلك، تذكر إيسين أتيل أنّه بينما يقول بعض المؤرخين إنها ابنة جيراي، ذكر آخرون أنّ أميرة القرم المسماة “عائشة” كانت إحدى زوجات سليم الأول وأنّ “حفصة” ربما كانت من أصل عبيد، يدعي إيليا زايتسيف أنّ “عائشة (ابنة مينجلي جيراي الأول)” تزوجت أولاً شهزاد محمد، حاكم كيفي، وأنها تزوجت فيما بعد من شقيقه سليم الأول؛ وبالتالي، كان زواجها من السلالة العثمانية إحدى حالتين مشهورتين من الزواج بين جيراس والعثمانيين (والثاني هو زواج ابنة سليم الأول من سعدت جيراي)، آلان دبليو فيشر، ليزلي بيرس، وفريدون إميسين يرون جميعًا حفصة من أصل عبد وليست ابنة خان القرم.
توفيت حفصة سلطان في مارس (1534) ودُفنت بالقرب من زوجها في ضريح خلف جدار القبلة لمسجد يافوز سليم في الفاتح باسطنبول، تمّ تدمير الضريح إلى حد كبير في زلزال عام (1884)، وبدأت جهود إعادة البناء في القرن العشرين (العقد) بعد أنّ تُركت متوقفة، وقبرها اليوم أبسط بكثير ممّا تمّ بناؤه في الأصل.