موت الملك الفرعوني سنفرو

اقرأ في هذا المقال


موت الملك سنفرو

توفي الملك سنفرو قبل أن يكتمل بناء هرمه الأحمر وبمجرد وفاته تم أخذ جسده إلى خيمة التطهير المعروفة باسم (وعبت) وهناك تمت عملية التحنيط، حيث قام كهنة بعمل عمليات متطورة في ذلك الوقت فتمت إزالة الرئتين والكبد والأمعاء؛ وذلك ليتم حفظ الجثمان، وبعد ذلك تم لف الجسد بعدة لفائف من الكتان الجيد وعند انتهاء العملية تم أخذ المومياء إلى مكان التطهير.

ومن هنا بدأت رحلة الملك الأخيرة إلى المقبرة حيث يتجمع المغنون والراقصون والكهنة الذي يقومون بتلاوة الصلوات على مائدة ضخمة من القرابين، كما حضر الجنازة الزوجة الرئيسية للملك (حتب حرس) وابنه الذي سيكون خليفته على العرش (خوفو)، وهم يراقبون النساء اللواتي يبكين ويصرخن ويمزقن ملابسهن من شدة الحزن على وفاة الملك.

قام الملك خوفو بالاشتراك في مراسيم الجنازة والدفن بنفسه وذلك في محاكاة لدور حورس على الأبيض مع أبيه المتوفي وهو يؤدي دور رع وأوزير، أما الملكات فقد كانوا يؤدون دور المعبودات حتحور ابنة رع وزوجة حورس.

استمرت عقيدة سنفرو حتى قيام الدولة الوسطى وهذا يعني بقائها لمدة سبعة قرون بعد وفاته، وكانت هذه العقيدة تتركز عند هرمه المنكسر بدهشور، وقد عُثر على العديد من التماثيل لأفراد ومجموعة من اللوحات والمذابح في معبد الوادي، وتمت بعض التعديلات في المقصورة الموجودة في الجانب الشرقي للهرم على يد العديد من الكهنة اللاحقين.

وتم العثور على مجموعة من مذابح البخور من الدولة الوسطى مهداةً للملك سنفرو وتركتها عائلة من الكهنة، أما بالنسبة للمقصورة من المحتمل أن تكون عائدة إلى العصر البطلمي؛ إذ قام العديد من الكهنة بإعادة إحياء عقيدة سنفرو على الرغم من أنه توفي قبلهم ب2000 سنة.

كما قام العديد من ملوك الأسرة الثانية عشرة ببناء أهراماتهم بالقرب من آثار سنفرو، ووجدت عدة مقابر ترجع إلى الدولتين القديمة والوسطى في نفس الموقع، وبسبب الشهرة الكبيرة للملك سنفرو سمي العديد من أطفال الدولة الوسطى بأسماء ترتبط باسمه.

قام الملك أمنمحات الثالث وهو سادس ملوك الأسرة الثانية عشرة بذكر اسم سنفرو في نقش تركه في وادي مغارة بسيناء، وظلّت سمعة سنفرو كملك طيب مستمرة حتى الدولة الحديثة، وقد تم إحياء ذكراه على يد أبناء رمسيس الثاني على يد كتابات المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد.

تحدثنا في هذا المقال عن وفاة الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الفرعونية الرابعة، الملك الذي بقيت له السيرة الحسنة على مدار القرون فكان عصره مليئاً بالإنجازات.


شارك المقالة: