تعامل بنو أمية مع الدعوة الإسلامية:
كان تعامل الأمويين مع دعوة الإسلام الناشئة هو بنفس تعامل باقي أهل قريش، فكان منطق العصبية القبلية سائداً آنذاك في الجاهلية، وكان يقتضي على الهاشميون بأن يقفوا في ظهر النبي صلَّ الله عليه وسلم، وأن يعززوا وينصروا هذه الدعوة التي تزيدهم عزةً وشرف.
ووقف بنو هاشم مع النبي الكريم في مواقف كثيرة، ولعلَّ أهمها حصار الكافرين لهم في شُعب بني هاشم، وكانت قد انقسمت القبائل بين مؤيد ومعارض لهذه الدولة، ولعلَّ أهم من جهر بالعداوة للنبي صلَّ الله عليه وسلم هو عمُّه أبو لهب، وقد عمل على تعذيب الرسول صلَّ الله عليه وسلم بشتَّى الطرق، وكانت تشاركة زوجته أم جميل بنت حرب الأموية، وبالإضافة لابنيه عتبة وعتيبة. وقام أبناء أبو لهب بتطليق ابنتي الرسول صلَّ الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم؛ حتى ينشغل بابنتيه وينسى دعوته، وكان عتبة يشارك في تعذيب الرسول صلَّ الله عليه وسلم.
وكان أعظم نصرة للنبي صلَّ الله عليه وسلم هو نصرة عمه أبو طالب، ولكنه لم يستطع ترك دين آبائه فمات على ملة أشياخ قومه، أما عمه أبو العباس وقف ضد النبي صلَّ الله عليه وسلم مكرهاً في يوم بدر، فلم يستطع إعلان إسلامه حتى يوم الفتح، وقد دخل إلى الإسلام الكثير ومنهم علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب، وبذلوا الكثير من أجل الدفاع عن الدعوة ونصرتها.
أما بالنسبة للأمويين فكانوا هم وبنو عبد مناف وحدة واحدة لا يتجزأون، ولا نستطيع إلا ذكر عداء عتيبة وشيبة ابني ربيعة بن عبد شمس، وبالإضافة إلى أبو سفيان بن حرب وعقبة بن أبي معيط، أما أبي معيط كان من مردة قريش فقد كان يؤذي الرسول وقد تفل في وجهه، وخنقه بثوث في عنقه وخلَّصه منه أبو بكر الصديق عندما دفعه.