تم تأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة بعد انهيار الجمهورية الفرنسية الرابعة، فقد تم استبدال النظام الجمهوري البرلماني الذي كان سائداً في الجمهورية الرابعة بنظام شبه رئاسي وهو عبارة عن خليط من النظام الرئاسي والنظام البرلماني، والذي كان يقسم السلطات بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء.
الجمهورية الفرنسية الخامسة:
قام الجنرال والسياسي الفرنسي “ديغول” بإنشاء نظام حكم الدستوري في فرنسا في الجمهورية الفرنسية الخامسة والذي كان يتضمن على أن يتم إنتخاب رئيس الجمهورية من قِبل الشعب، وتُعدّ الجمهورية الفرنسية الخامسة من أطول نظام جمهوري في فرنسا بعد النظام الملكي الإقطاعي الذي كان سائداً في فرنسا قديماً، وعَملت عدة الأزمات التي تعرضت لها فرنسا في الجزائر إلى سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة.
وعلى الرغم من أن فرنسا كانت في تلك الفترة عبارة عن قوة استعمارية كبيرة، إلا أن كثرة الثورات التي تعرضت لها فرنسا أدت إلى انهيارها وإنهاء مستعمراتها، وعلى الرغم من أن الجزائر كانت من أكبر المستعمرات التي كانت يوجد فيها فرنسيين، إلا أنها استطاعت في الأخير الانفصال عن فرنسا.
وقد زادت الأمور تعقيداً في فرنسا؛ بسبب كثرة وجود المستوطنين الأوروبيين في الجزائر، والذين كانوا يسعوا لبقاء الجزائر مع فرنسا، وقد حدث في ذلك الوقت حروب أهلية في فرنسا وتمرد الكثير من الجنود الفرنسيين الذين طالبوا بدعم حركة الجزائر الفرنسية، كانت الجمهورية الفرنسية الرابعة تعاني من ضعف السلطة التنفيذية ومن غياب الإجماع السياسي ومن تساقط الحكومات التي يتم تشكيلها بشكل كبير وسريع، وقد كان الوزراء غير قادرين على إدارة الأمور السياسية والعمل على الإصلاحات.
وقد تم فيما بعد بوضع دستور جديد في فرنسا يتضمن بتمديد فترة الحكم لرئيس الجمهورية في فرنسا ويبقى الرئيس فيها حتى يتم انتخاب رئيس جمهورية جديد، وقد تميزت الحكومات في الجمهورية الفرنسية الخامسة بكثرت الثورات والأزمات؛ ممّا أدى ذلك إلى نزاعات سياسية واقتصادية في فرنسا، وذلك لعدم اعتماد الحكومة في الجمهورية الفرنسية الخامسة على الديمقراطية، فقد كانت الحكومات في الجمهورية الخامسة تتكون من ثماني حكومات، فقد قام الجنرال ديغول بالمحاولة في التغيير من نظام الحكومة الذي كان سائد؛ وذلك بسبب الانقلابات المتكررة التي كانت تتعرض لها الحكومة الفرنسية في تلك الفترة.
