نشأة الخرافات

اقرأ في هذا المقال


في الغالب سيكون أول ما يخطر في بالك حين تُذكر كلمة خرافة، هو تلك الصور القديمة للآلهة الأسطورية وأولئك الأبطال الخارقين أصحاب القوى الخيالية، غير أن الخرافات ليست قصرًا على الأساطير البطولية؛ ففي الواقع أن البشر في الأزمنة القديمة لم يكونوا يمتلكون التقنية اللازمة لتوضيح الأفكار بهيئة علمية، فنسجوا الحكايات واخترعوا المخلوقات الخيالية لتوضيح أسرار الحياة كالموت والنهار والليل وحتى الخليقة.

كيف نشأت الخرافات؟

مع الوقت برزت مجموعة كبيرة من الخرافات، فظهرت الخرافات الدينية عن الآلهة التي تصور القدماء أنها سيطرت على العالم، وفي الغالب تم وصفها بسمات بشرية خارقة، أما الخرافات الكونية فقد قامت بتوضيح كيفية نشأة الكون والعالم، أما خرافات الطبيعة فحاولت أن تشرح أحداث الطبيعة، مثل: الطقس والفلك.
ليست الخرافة حكاية منفصلة بل هي مرتبطة بشكل كبير بحكايات أخرى مشابهة ضمن دائرة الحضارة التي برزت فيها؛ إذ إن لكل حضارة علم الخرافة الذي يخصها، وغالبًا تكون الخرافات مسلية طريفة، وأحيانًا يكون لها هدف أخلاقي وقد تكون ملهمة كذلك، فليس غريبًا أن تكون خرافات الخوارق هي الخرافات الأكثر تناقلًا حتى اليوم، والتي تتناول حكايات الأبطال والملوك والآلهة، وتُعد قصة هرقل من الخرافات المشهورة؛ فنصفه إله وأما الآخر إنسان، وهو يمتلك قوة خارقة.
إن الذي يجعل الخرافات تشكل خطرًا هي أنها في الغالب يتم تناقلها بشكل شفويّ، ومن المفارقات أن الخرافات العلمية هي الأكثر انتشارًا في وقتنا الحالي، ويذكر بعض الباحثين أن من الأسباب التي أدت إلى ظهور الخرافة العلمية والعملية في مجال الفكر والتعاليم الدينية يرجع في الأصل إلى هيمنة الجهل، سواء كان ذلك على المستوى النظري أو العملي، كما أن ازدهار الخرافة ونموها يرجع في الدرجة الأولى إلى انتشار الجهل وشلل عملية التفكير العلمي.
تمثّل الخرافة في الغالب موروثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال؛ لذا فهي ترتبط بفلكلور وإرث الشعوب. أما في الموروث العربي فقد أوردت سابقًا سبب تسمية الخرافة بهذا الاسم إذ تعود التسمية كما قيل نسبة إلى رجل اسمه خرافة، اختطفه الجن، ثم عاد إلى قومه، فأخذ يحدث بما رأى، فتعجب منها الناس؛ فكذبوه فجرى على ألسنة الناس أن الأحاديث المكذوبة الخرافية تُنسب إليه، وأما في الاصطلاح اللغوي فالخرافة هي الحديث المستملح من الكذب.
لعل كتاب ألف ليلة وليلة، يُعدّ من أكثر الكتب العربية الخرافية التي جمعت قصصًا خرافية، فحكاياته متنوعة تناولت أحاديث الملوك وأبنائهم ووزرائهم، وكما تناولت أخبار الإنس والجن والحيوان، ناهيك عن اللصوص والمحتالين والقتلة وكذلك الفقهاء والشعراء والأطباء والتجار والصناعيين والعجائز والشبان والسفهاء والعقلاء، كما أن الكتاب غنيّ بالقصص الخيالية والحكايات المرعبة وكذلك قصص الحب والغرام ونجد قصصًا أخرى تعجّ بالألغاز الشيقة.

المصدر: الخرافة،روبرت سيجال،ترجمة مؤسسة الهنداوي،1994ميثولوجيا الخرافة،هاني الكايد،2017عصر الخرافة الذي نعيش فيه،جستاف شتبلر،ترجمة محمد أبو درة،2000خرافات عن الأجناس،جوان كوماس،ترجمة محمد رياض،2014


شارك المقالة: