بدأ علم اجتماع المرأة كعلم يتمتع بالاستقلالية عن علم الاجتماع بصورة عامة، وعن أقسام وتخصصات علم الاجتماع بشكل عام بجميع فروعه.
نشأة علم اجتماع المرأة:
ظهر علم اجتماع المرأة بعد الحِراك الثوري الذي حدث في المجتمع الغربي والمجتمع الأمريكي، وساعد هذا الحراك على ظهور الكثير من الحركات الاجتماعية في بداية الستينات من القرن الماضي والتي ظهرت نتيجة انتشار مجموعة من أشكال التمييز الاجتماعي ضد المرأة وضد عدد من الفئات الاجتماعية التي تعرضت للقهر والاضطهاد والتهميش الاجتماعي.
انتشر في المجتمعات الغربية وأمريكا الكثير من الحركات الاحتجاجية، التي اتسمت بالانتشار الواسع والسريع، وكانت على وشك أنّ تتحول إلى ثورة على النظام الرأسمالي ضد النظام الإقطاعي، وكانت الثورة من قبل الفلاحين والعمال البسطاء والنساء، على أمل أنّ يحقق النظام الرأسمالي المستحدث والجديد المساواة والعدالة التي لم تكن موجودة في النظام الإقطاعي، غير أن هذه الطموحات والأحلام لم تُحقَّق، بل أنهم انتقلوا من ظلم النظام الإقطاعي إلى ظلم واستغلال النظام الرأسمالي.
وما ميز الفترة بعد انتهاء النظام الإقطاعي أنه بدأ النظام الرأسمالي، ونشأت مرحلة جديدة في تاريخ المجتمعات، وما ميز هذه الفترة انتشار الشك في كل شيء والتشكيك بالمُطلَقات والثورة على القيم الاجتماعية القديمة بدأت مع الثورة على النظام الإقطاعي.
كما حدثت ثورة ضد رجال الدين الذين قاموا بقتل العلماء وقاموا ببيع صكوك الغفران وعملوا على تقسيم أراضي الجنة تبعاً لأهوائهم ورغباتهم، ورغبات الحكام، وقاموا على ترسيخ فكرة ومفهوم أنّ المرأة هي أساس وأصل الخطيئة وكما قالوا أن المرأة بلا روح من أجل إثبات الأوضاع القائمة وعدم قيام ثورة عليهم.
وبالتالي بسبب هذه الظروف، ظهرت العديد من الفلسفات المتصارعة والمتنازعة، وبالتالي ظهرت الحركات والمطالبات النسوية والتي تُعد حالة وظاهرة اجتماعية لها ارتباط قوي ووثيق بمرحلة نمو وتطور النظام الرأسمالي بعد مرحلة النهضة الأوربية واشتهرت هذه المرحلة بارتباطها بالثورة الصناعية.
وظهرت الحاجة إلى توفير الأيدي العاملة القوية، والعمل على جذب العلاقات الرأسمالية الحديثة المرتبطة بالمرأة وبالتالي فتحت المجال والأبواب أمام المرأة للعمل وتوفير فرص عمل جديدة لها، وكان الرأسماليون يفضلون عمل المرأة؛ لأنها تحصل على نصف ما يحصل عليه الرجل.
مع إن النساء كنّ يعملن عمل شاق مع مدة عمل تتراوح ما بين 15 – 17 ساعة عمل، بالإضافة إلى عمل المرأة في ظروف عمل شاقة وخطيرة، مع تحمل المرأة جميع الأعمال العائلية تبعاً لطريقة العمل في النظام الإقطاعي والقيم الإقطاعية القديمة.
وفي نصف القرن التاسع عشر بدأت الحركة النسوية بالانتشار، حيث قامت العاملات في مصنع النسيج بالإضراب عن العمل من أجل رفع الأجور حيث لاقت هذه الحركة التعاطف من العمال والعاملات في المصانع الأخرى، ولكن تم مقابلة هذا الإضراب باستخدام الرصاص والقتل.
وتبعاً لطبيعة النظام الاجتماعي والاقتصادي التي كانت تحمل معها شكل من أشكال التغير في المجتمع وزادت الحركات النسوية من أجل المساواة مع الرجل، وقامت المرأة في المجتمعات الغربية العمل على تأسيس الجمعيات والنقابات النسائية والعمل على إصدار الجرائد والمجلات النسوية التي تعبر عن أحلام وطموحات المرأة في المساواة مع الرجل في الأجور.
وكانت أول حركة منظمة نسوية عرفت باسم (feminism) أو ما يعرف بالحركة النسوية، كما قامت النساء في الدول الغربية بتأسيس منظمات تطالب بالعدالة والمساواة، وقد حصلت النساء على الكثير من الحقوق بمساعدة هذه المنظمات في عدة مجالات مثل التعليم والعمل والكثير من المجالات الأخرى.