نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية في مجال المسنين

اقرأ في هذا المقال


يعتبر مجال كبار السن من المجالات الطبيعية التي تعتني بها مهنة الخدمة الاجتماعية، نظراً لصفات وسمات وأهمية المرحلة التي يعبرونها في حياتهم، بالإضافة إلى الصعوبات التي يتحملونها في هذه المرحلة.

نشأة وتطور الخدمة الاجتماعية في مجال المسنين

إن الاهتمام بكبار السن من الأمور التي اهتمت بها العديد من الحضارات عبر التاريخ بصورة عامة شكّلت علم الخدمة الاجتماعية فيما بعد، حيث حرصت الخدمة الاجتماعية بالمسنين كونهم المحطة التي تحتاج إلى الاهتمام، إن الرعاية الحقيقية بكبار السن وانتشار برامج الاهتمام والاعتناء الموجه لهم بالتحديد بدأ من خلال الرعاية الصحية التي انتشرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ونشأت ذلك عندما انتجت إنجلترا عام 1908 قانوناً يتم بمقتضاه إعطاء دخل شهري محدد لكبار السن الذين تعدوا السبعين عاماً ولم يحصلوا على مساندات مالية من جهات أخرى، فبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تم الاستعانة بكبار السن في عمليات الدفاع المدني، وعلى إثرها نشأ تقرير لجنة دولي يوصي بإتاحة برامج الاهتمام والعناية بكبار السن المستعان بهم في الخدمات الاجتماعية.

كما ازداد الاهتمام العالمي بجماعة كبار السن وظهر ذلك من خلال تحديد عام دولي لهم سنة 1999 واعتبار بداية كل أكتوبر يوم عالمي لكبار السن، حيث يعد هذا الاهتمام مؤشر من مؤشرات تطور الأمم ويتصل بالتنمية الشاملة التي تقتضي الانتفاع من كافة الطاقات البشرية بما فيها كبار السن كونها وسيلة وهدف للتنمية الكاملة في المجتمع وخاصة في مجال الخدمة الاجتماعية.

لعل أبرز ما تمّ تقديمه لهذه الفئة هو نشأة دليل المدن الصديقة لكبار السن في أكتوبر من العام 2007 في لندن من طرف منظمة الصحة العالمية، وذلك بعد تباحث 22 دولة و33 مدينة فيما يخص برامج الخدمة الاجتماعية لتلك الفئة العمرية.

ويتمثل هذا الدليل في شروط المساحات الخارجية والبنايات العامة، والتعاون الاجتماعي والانخراط في إتاحة أماكن جلوس لكبار السن في المساحات الخضراء تكون معدة بغطاء واقي من أشعة الشمس، وتوفير طرق التنقل المناسبة لحاجاتهم، وهذا الدليل مبادرة دولية مهمة في مجال الاعتناء بكبار السن، بصورة تجعل من الخدمة الاجتماعية متاحة لجميع الفئات العمرية بما فيها كبار السن.


شارك المقالة: