نشأة وتطور العمل الاجتماعي في المجال البيئي

اقرأ في هذا المقال


مع قدوم التلوث المتعدد الذي تعرض له اﻹنسان ومع الحرص على البقاء، فقد أخذ الإنسان يحاول تفادي تلك المخاطر خصوصاً خلال العقود الثلاثة الماضية.
حيث وصل ضحايا التلوث الهوائي، والضوئي، والمائي، حوالي ربع مليون إنسان بالإضافة إلى الخسائر المادية وتعطيل العمل، وتدمير المنشآت الاجتماعية، والتعليمية، والصناعية، حيث قدرت الخسائر المادية حوالي خمسة عشر مليون دولار، هذه الخسائر التي أثرت على اﻹنسان صانع الفكر، والحضارة، أو التقدم بكل مظاهره.

إن العوائق البيئية الحالية ليست إلا تفاقم لفعاليات كان من المعتقد أن تُعالج، أو أنها خلل في الوعي الاجتماعي البيئي حينها، أو انعدام آليات اﻷمن البيئي الملتزمة لاستثمار الموارد الطبيعية وحمايتها من الوقوع.
وهنا يتبين لنا حقيقة أنَّ معظم اﻵثار البيئية للأنشطة التنموية لا تظهر مباشرة بكل أبعادها، ولا تظهر بعد أساليب تحديد هذه اﻵثار، وعندما تكتمل الصورة في شأنها، يكون الضرر قد وقع فعلاً، وتكون فرص تداركه قد قلَّت كثيراً.

العلاقة بين البيئة الاجتماعية واﻷمن البيئي:

كانت الرابطة بين البيئة واﻷمن البيئي محط الأنظار منذ فترة الثمانينات، وخاصة بواسطة طائفتين: الطائفة السياسة البيئية والتي تعتني بالتدريبات اﻷمنية للتبديل البيئي واﻷمني، والطائفة الجمعية اﻷمنية والتي كانت تنبثق إلى مفاهيم جديدة للأمن القومي، خاصة خلال ما بعد فترة الحرب الباردة.
ويمثل تمنية الوعي الاجتماعي البيئي أحد وسائل إتمام اﻷمن البيئي؛ ﻷنهما يساهمان على غرس اﻷداء اﻹيجابي وتنميته تجاه البيئة، ويسعى كلاهما إلى إنشاء استعاب وطني بخطورة تلوث البيئة لمتطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية واﻷمنية.
ومن هنا تعمل الخدمة الاجتماعية دورها إلى إدخال الإنسان برغبته وبطريقة ممكنة ومؤثرة في توضيح القرارات التي ترفع التوعية البيئية بجميع مكوناتها.

لذا بات من الضروري على المؤسسات الاجتماعية التربوية أن تلعب دوراً كبيراً في تحسين الاستيعاب البيئي من خلال تجهيز مناهج اجتماعية تربوية فاعلة؛ لأن هذه المؤسسات متمّمة بعضها لبعض حتى وإن كانت مُجزأَة الوظائف لكنها متكاملة اﻷهداف.
إن وقاية البيئة والاهتمام بها مهمة ترتبط بانتباه اﻹنسان ومعرفته ومهاراته البيئية. ومن هنا جاء منهج انفراد مهنة الخدمة الاجتماعية ودورها في المحافظة على البيئة ورعايتها.


شارك المقالة: