إن الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية على النظريات العلمية تزيد من ثقة الأخصائي الاجتماعي بنفسه في عمله مع العملاء المستفيدين وهم المسنين، وتجعله متأكداً إلى حد بعيد من نتائج وفعالية هذا العمل وخطواته ووسائله وآلياته القابلة للتنفيذ.
نظرية الإشباع البديل التي تفيد الأخصائي عند عمله مع المسنين
ظهرت هذه النظرية على ما يسمى الإشباع البديل أي أنه في حالة عجز المجتمع عن إشباع حاجات المسنين، فإن المسنين يمكنهم مواجهة ذلك من خلال:
1- تقديم الأنشطة التطوعية في البرنامج والمشروعات التي تتم في إطار الموقع السكني المتواجدين فيه، وتقديم هذه الأنشطة بدون مقابل.
2- تقديم المشورة للأصدقاء والأقارب والمعارف، إذا كانت لديه الإمكانيات التي تمكنه من القيام بذلك وهناك ثقة فيه من جانب من يتعامل معهم.
3- إذا لم يجد هذه الجوانب الإيجابية لإشباع احتياجاته فقد يكون هناك بديل سلبي وهو ممارسة بعض السلوكيات السلبية التي قد تتعارض مع القيم والعادات والتقاليد أو قد يرتكب بعض الجرائم التي قد تؤدي بالمسن إلى السجن.
تتصل نظرية الإشباع البديل بالسياسات الاجتماعية التي تضع من قبل المجتمع للاهتمام بهذه المجموعة، مثل ضمان دخل شهري ملائم للمسن، ورفع مستوى المعيشة داخل المؤسسات الاجتماعية التي تعتني بالمسنين، ومساعدة المسنين على أن يكملوا حياتهم وهم أكثر تمتعاً بكرامتهم واستقلالهم المادي والأدبي داخل أسرهم، وإتاحة الفرصة أمام المسنين حتى يسهموا في تنمية مجتمعهم بأي جهد حتى ولو كان بسيطاً، وقيام منظمات المجتمع المدني بمواجهة الاحتياجات المتغيرة للمسنين وبأسلوب يحفظ لهم كرامتهم.
ولكي يتم الاستفادة من هذه النظرية فهذا يتطلب تضافر الجهود من أساتذة الجامعة والممارسين والمسؤولين في منظمات المجتمع المدني والحكومة لوضع حلول اجتماعية على مستوى المجتمع ككل وتشجيع الجهود الرامية إلى إنشاء مؤسسات لرعاية المسنين اجتماعياً ومهنياً وثقافياً.
وتدخل أكثر فاعلية من مهنة والخدمة الاجتماعية لوضع نماذج لرعاية المسنين يستفيد منها المؤسسات الاجتماعية الدولية في تنفيذ السياسة الاجتماعية لرعاية المسنين، وتقديم خدمات الدعم والمساعدة والرعاية البديلة لكبار السن والتركيز بعملية الدمج الاجتماعي لكبار السن مع عائلاتهم وبيئاتهم أكثر من الاستناد على وضعهم في مؤسسات إيوائية تعزلهم عن المجتمع وتؤدي بحايتهم مبكراً.