قدم كارستينسن في عام 1991م نظريته الموسومة بنظرية الاختيار لتجاوز سلبيات كل من نظرية النشاط والنظرية الاستمرارية والنظرية الانفصالية، ففي حين تركز نظرية النشاط على قضية النشاط، معتبرة ذلك السبيل الذي من خلاله يتجاوز كبار السن عقبات التكيف لمرحلة الشيخوخة، دون الأخذ في الاعتبار حاجات كبار السن وشخصياتهم.
نظرية الاختيار في مجال الشيخوخة
النظرية الاستمرارية اعتبرت جانب النشاط أساساً في قدرة كبار السن على التوافق لمرحلة الشيخوخة، وأضافت بعداً خر، وهو التشابه بين الأدوار أو النشاطات السابقة بالنشاطات الجديدة في مرحلة الشيخوخة.
نظرية الاختيار من جهة ثانية لا تعطي أهمية لحجم النشاط الذي يؤديه المسن ولا رحابة الوقت الذي يستغرقه النشاط، وتركز نظرية الاختيار بدرجة الأولى على الهدف من التفاعل الاجتماعي، وعلى نوعية التواصل الاجتماعي للمسن.
نظرية الاختيار أيضاً على خلاف كبير مع النظرية الانفصالية ففي حين ترى النظرية الانفصالية أن تقليص كبار السن للعلاقات العاطفية يأتي أولاً من رغبة كبار السن أنفسهم في الابتعاد عن الآخرين، كما أن هذا الابتعاد في النهاية في صالح كبار السن، ﻷنه يجنبهم كثيراً من المواقف المحرجة، فإن نظرية الاختيار ترى أن العلاقات العاطفية مع الأقرباء والأصدقاء على قدر من الأهمية في تكيف كبار السن، لمرحلة الشيخوخة وسعادتهم.
تؤكد نظرية الاختيار أنه مع التقدم في العمر، فإن عملية اختيار أنماط التفاعل الاجتماعي تكون انتقائية إلى حد كبير، حيث يتم اختيار تلك الأنماط التفاعلية التي تؤدي إلى خبرات انفعالية سارة، والابتعاد عن تلك الأنماط التي ربما تؤدي إلى خبرات انفعالية سلبية، حتى ولو كانت هذه الأنماط تفاعلية لها بعض الإيجابيات، وعملية الانتقاء هذه يمكن أن ينظر إليها على أنها وسيلة للتوافق مع متطلبات التقدم في العمر، والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى شيخوخة أكثر توافقاً وأكثر سعادة.
ويرى شي وويليس أن التوظيف المهم لهذه النظرية، أنه ليس لجميع النشاطات التي يمكن أن يقوم بها الفرد في مرحلة الشيخوخة قيمة وفعالية متساوية للتوافق مع متطلبات التقدم في العمر، فالنصائح التي عادت ما توجه لكبار السن بأن يندمجوا في النشاطات الاجتماعية، كلما استطاعوا ليست نصائح مثمرة في حد ذاتها، فحجم النشاط ليس مهماً في حد ذاته بقدر نوعية النشاط، فاختيار الانشطة يجب أن تنبثق من حاجات الفرد، وتوافق مع سماته الشخصية.