نظرية التثاقف والتثاقفية وكيفية إثبات استمرارية الثقافة

اقرأ في هذا المقال


نظرية التثاقف والتثاقفية:

تولدت نظرية التثاقف عن بعض التساؤلات التثقافية الأمريكية، ولذلك أن نجد في بنائها الحدود الثقافية نفسها، لا بل المأزق نفسه في التثقافية.

على هذا النحو يفرط التحليل في التركيز أحياناً على بعض السمات الثقافية، منظوراً إليها بشكل منعزل ويبدو أنه ينسى ما كان علماء الأنثروبولوجيا لمدرسة الثقافة والشخصية قد أكدوا على وجوده، وهو أن كل ثقافة هي عبارة عن نسق متكامل.

وفضلاً عن ذلك وبسبب أن لكل ثقافة وحدة ومنظمة مبنية، تكون كل العناصر فيها مترابطة، كما تدعي نظرية التثاقف والتثاقفية إلى انتقاء “المفترضة الإيجابية” من ثقافة معينة لربطها مع جوانب إيجابية في ثقافة أخرى، وذلك بهدف بلوغ نسق ثقافي أفضل، وبصرف النظر عن أحكام القيمة الثقافية التي يتضمنها هذا الاقتراح، وهي أحكام تثير سلسلة كاملة من المسائل إذ يبدو ببساطة غير قابل للإنجاز.

وفضلاً عن ذلك فإن التأكيد المبالغ فيه لدى بعض الكتاب بمن فيهم هرسكوفيتس، على ما سموه العلماء الآخرين البقايا الثقافية، أي على عناصر الثقافة القديمة، التي احتفظ بها على حالها ضمن الثقافة التأليفية الجديدة، كما يمكن أن ينتمي إلى نوع من التطبيع الثقافية، وذلك بسبب الحرص عليها مهما كان الثمن.

كيفية إثبات استمرارية الثقافة:

كما أن عناصر الثقافة القديمة تعمل على إثبات استمرارية الثقافة، وعلى الرغم من التغيرات الظاهرة التي تنتمي إلى الثقافة، كما تبدو الثقافة وبالفعل بالنسبة إلى الفرد، وكما يرد في تعبير متواتر الاستعمال، طبيعة ثانية ليس بإمكانه التحرر منها، إذّ أن شأنها من شأن طبيعته البيولوجية، حيث كان كل غرض للدراسات الثقافية حول صيرورات التثاقفات، التي تعمل على إبراز أهمية ظواهر التقطع في صيرورات التثاقف.

وعلاوة على ذلك، تصبح بعض الدراسات الأنثروبولوجية حول هذه الصيرورات وجهاً آخر لما يسميه بعض علماء الاجتماع، “الخاصية النفسانوية”، حيث كان علماء الأنثروبولوجيا محقين في إلحاحهم على أن الأفراد هم الذين يكونون في تماس بعضهم مع بعض لا الثقافات، كما أنه لا يمكن أن نفهم اندراجهم في صيرورة التثاقف بالرجوع إلى نفسيتهم الفردية وحسب.

كما يجب أن نأخذ الإكراهات الاجتماعية المسلطة بعين الاعتبار، مهما كان الثمن وذلك بالاقتصار على تحليل يكون أساسه الشخصية الثقافية، ويجب أيضاً إدراك السياق الاجتماعي والتاريخي الذي يؤثر في الشخصيات الفردية.


شارك المقالة: