تمثل فقدان نظرية الأدوار أزمة حادة في حياة كبار السن، كما ترى أن قدرة المسن على التكيف لمرحلة الشيخوخة يتوقف على مدى تقبل المسن لما يطرأ من تغير على الأدوار الاجتماعية في هذه المرحلة.
نظرية الدور والعلاقة بين الأسرة وخرف كبار السن
يمكن سحب معطيات نظرية الدور على قضية العلاقة بين الأسرة والمرض من خلال النظرة إلى الأسرة نسقاً اجتماعياً يقوم كل فرد فيه بأداء وظائف معينة، ويلعب أدوراً محددة، فإذا ما أصيب أحد أفراد الأسرة بمرض عضال، فإن ذلك يترك فراغاً للأدوار التي كان يقوم بها ذلك الشخص من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن وظيفة الأسرة واتزانها يتوقفان على البديل الذي يجب أن يلعب الأدوار التي كان المريض يقوم بها، وﻷن القيام بمثل هذه الأدوار يتطلب خبرة سابقة وخصائص معينة، فإن عدم توفر مثل تلك الخصائص يؤدي إلى قصور في أداء هذه الأدوار، مثل ذلك الزوج الذي تصاب زوجته بمرض مستعصي، فإنه يحاول أن يقوم بدور الزوجة، وهو دور يتطلب مهارات معينة، كما قد يؤثر قيامه بهذا الدور على أدائه للأدوار الأخرى المناطة به أصلاً.
تؤثر إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض الخرف في الأدوار الاجتماعية ﻷفراد الأسرة، فالإصابة بمرض الخرف من ناحية تؤثر في دور المريض تأثيراً كبيراً، حيث تتضاءل قدرة المريض على الوفاء بواجباته والتزاماته الأسرية والمجتمعية، ومع تطور المرض يصبح المريض في النهاية غير قادر تماماً على القيام بالواجبات والالتزامات المرتبطة بأدواره داخل الأسرة وخارجها، ولا يقف تأثير المرض عند هذا الحد بل يتجاوز ذلك إلى التأثير في أدوار أفراد الأسرة الآخرين.
حيث تؤدي العناية بالمريض إلى بروز أدوار جديدة ترتبط بالرعاية الجسمية الشاملة، والملاحظة الدائمة لسلوك المريض وتصرفاته، وﻷن بعض أنماط مرض الخرف يتطلب رعاية دائمة للمريض، وملاحظة مستمرة لسلوكه وتصرفاته، ﻷن إهمال قد يؤدي إلى إلحاق الأذى بنفسه أو بغيره، هذه الأدوار الجديدة المرتبطة بالعناية بالمريض، تؤثر بلا شك في سائر الأدوار الأخرى لأفراد الأسرة، مما ينعكس على وظيفة الأسرة واتزانها.
وتبدو أهمية قدرة الأسرة على تعويض الأدوار التي كان يقوم بها المريض وقدرة الأسرة على الوفاء بالأدوار الجديدة من خلال ارتباطها الوثيق بكافة الرعاية والعناية التي يلقاها مريض الخرف، وانطلاقاً من معطيات نظرية الدور فإن أي تدخل مهني يهدف إلى مساعدة الأسرة التي ترعى مصاباً بمرض الخرف، يجب أن ينطلق من فهم نسق الأدوار في هذه الأسرة وما اعتراه من خلل كصراع الأدوار أو تعارضها.