النظرية الوظيفية الاجتماعية عند إيميل دور كايم:
ترتبط الوظيفية بشكل واضح بعمل مؤسسها الأول “إميل دور كايم” باﻹضافة لعديد من العلماء الآخرين الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية في المجتمع البريطاني وذلك بين 1920 إلى 1960، مثل مالينوفسكي وراد كليف براون.
هذا بالإضافة لكتابات علماء الأنثروبلوجيا المعاصرين مثل، إيفانز وبريتشارد ومرفورتس، وماكس جلوكمان، وهؤلاء كان لهم دور واضح في تأسيس النظرية الوظيفية في علم الاجتماع البريطاني، وفي مجال علم اجتماع القرن العشرين يأتي تالكوت بارسونز باعتباره شخصية بارزة في الفترة الممتدة من الثلاثينات وحتى آواخر الخمسينات.
وعلى الرغم من وضوح أدوار العديد من علماء الاجتماع الوظيفيين الآخرين أمثال ميرتون وكنجزلي دافيد وغيرهم فقد سيطرت أمريكا على علم الاجتماع، وسيطرت الأنثروبولوجيا الاجتماعية على علم الاجتماع البريطاني، ومن ثم أوائل العشرينات وحتى أواخر الخمسينات لم يظهر تأثير واضح أو حتى وجود حركة داخل العلوم الإنسانية، كما أن المرحلة النظرية تم السيطرة عليها من قبل النظرية البنائية الوظيفية في مقابل نظرية الاتفاق البنائي.
لا بدّ أن يبدأ فهم المتغيرات والبدائل النظرية المعاصرة في علم الاجتماع بفهم العملية الوظيفية بالرغم من فقدانها الكثير من تأثير على نظرية علم الاجتماع، وخاصة خارج الولايات المتحدة.
وبشكل حي وواقعي، فإن تصاعد نظريات الصراع وخاصة عند ماركس، وبعض إصدارات نظرية المساواة بين الرجل والمرأة، وكذلك نظريات الفعل والتفاعلية الرمزية، كما هو الحال في أساليب علم الاجتماع المنطقي، حيث يمكن فهمها في ضوء الانتقادات التي بدأت في الظهور خاصة مع الخمسينات، لحركة الوظيفية.
إن نظريات الصراع والفعل لم تأتي إلى الوجود لمعاداة الوظيفية، وبالرغم من ذلك فإن لهم شهرتهم عند قيامهم بهذا الدور، وذلك بسبب العديد من العلماء الذين قاموا بطرح العديد من الأسئلة والأجوبة حول الحياة الاجتماعية في حين عجزت الوظيفية عن القيام بذلك.
عناصر النظرية الوظيفية عند دور كايم:
- إمكانيات خلق وتكوين مجتمعات متناسقة ومنظمة.
- أراد أن يخلق علم للمجتمع ﻹيجاد المعرفة المهمة والضرورية ليوضح كيف لهذا أن يحدث.
وفي الواقع فقد كان لدور كايم وجهة نظر خاصة بالبيانات الاجتماعية، وذلك من خلال ملامحها الأساسية، كما أوضح ذلك من خلال تكونها من مجموعة من المعايير والقيم.
كما اعتبرت التعريفات الثقافية للسلوك ملائمة ومناسبة، وتستحق المجازفة في كثير من المواقف، فمن خلال العمليات الاجتماعية يتم تعلم مثل هذه التعريفات المعيارية، كما أنه من خلالها أيضاً يتم تشكيل الأفراد على أنهم أعضاء في المجتمع، ومن ثم إتاحة وإمكانية الحياة الاجتماعية.