نظرية داروين

اقرأ في هذا المقال


نظرية داروين: نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، التي تناولها العالم البريطاني داروين في كتابه (أصل الأنواع) سنة 1859، وهذه النظرية تصف العملية التي تتغير من خلالها الكائنات الحية بمرور الزمن نتيجة حدوث تغيرات في الصفات الجسدية المتوارثة أو السلوكية.
وتمكن الكائن الحي من التكيف مع بيئته بشكل أفضل والبقاء على قيد الحياة في الظروف المحيطة به، وتناقل صفاته الى الأجيال القادمة. وهي واحدة من النظريات التي أثبتت جدارتها في تاريخ العلم، إذ أنها مدعومة بمجموعة من الأدلة من مختلف التخصصات العلمية، مثل علم الوراثة.

تقوم نظرية التطور على نقطتين أساسيتين، كل أشكال الحياة على سطح الأرض، مرتبطة مع بعضها البعض وهذا التنوع في الحياة ناتج عن التعديلات في الكائن الحي عن طريق الانتقاء الطبيعي، حيث تتغير بعض الصفات وتبقى الأخرى حسب طبيعة الموجودة.
البعض يرى هذه النظرية بعبارة (البقاء للأصلح)، لكن يمكن أن نعتبر.كلمة (أصلح) غامضة نوعاً ما؛ لأنه لا تشير إلى القوة الجسدية عند الكائن الحي، وإنما تشير إلى القدرة على البقاء والتكيف مع الظروف الجديدة والتكاثر.

تطور الإنسان:

نظرية تطور الإنسان: هي جزء من نظرية التطور التي وضع أساسها داروين، والتي تهتم بتكون الإنسان كفصيلة فريدة من نوعها. ويدرس هذا العلم التطور الحاصل على كل المخلوقات عموماً والإنسان بشكل خاص. دراسة التطور البشري يحتوي العديد من العلوم المهمة مثل علم الجينات وعلم الإنسان.

وبعد دراسة داروين أصبح ربط أصل الإنسان بإنه قرد عام 1859 واضح، حيث نشر العالم داروين في تلك الفترة (أصل الأنواع) والذي طرح فيه فكرة تطور أنواع جديدة من الأنواع السابقة. لم يتناول عمل داروين قضية التطور البشري، موضحّاً أن هدفه إلقاء الضوء فقط على أصل الإنسان وتاريخه.

نشأت الفكرة الأولى حول أصل التطور البشري لدى توماس هنري هاكسلي وريتشارد. حيث أوضح هاكسلي تطور الإنسان من القردة حيث حاول إظهار العديد من أوجه الشبه والاختلاف بين البشر والقردة، وتم ذكر ذلك في كتابه (مرتبة الإنسان في الطبيعة). وعلى الرغم من ذلك، لم يتفق عددٌ كبيرٌ من مناصرين داروين (مثل ألفريد راسل والاس وتشارلز ليل) على الأصل الطبيعي في تفسير أصل القدرات الذهنية والأحاسيس الأخلاقية للبشر. تغيرت هذه الأفكار في ما بعد. طبق داروين نظرية التطور على البشر عندما نشر كتاب (نشوء الإنسان والانتقاء الجنسي).

كانت المشكلة هي نقص الأحفورات الانتقالية. حيث تم اكتشاف بقايا إنسان نياندرتال في عام 1856، أي قبل نشر داروين لكتابه (أصل الأنواع). لكن ظنَّ وقتها أنها بقايا بشرية من مخلوق يعاني مرضاً ما. وفي عام 1925، وصف ريموند دارت أوستر. وكانت الأحفورة النمطية هي طفل تونغ، وهو طفل رضيع من الأوستر اكتشف في أحد الكهوف. وكانت بقايا الطفل عبارة عن جمجمة صغيرة محفوظة بشكل جيد للغاية وقالب داخلي للمخ.

العلم الحديث ورأيه في النظرية:

لم يكن داروين على معرفة بعلم الوراثة. لكن سيكتشف ذلك في ما بعد مع اكتشاف المورثات لمختلف الصفات البيولوجية والسلوكية، وكيف تنتقل هذه المورثات من الآباء إلى الأبناء.
وفي ما بعد تم الدمج بين علم الوراثة ونظرية داروين للتطور فيما يعرف بـ (التركيبية التطورية الحديثة). إن التغيرات الجسدية والسلوكية التي تجعل من الانتقاء الطبيعي ممكناً، من خلال جزيئة الحمض النووي DNA .وتسمّى هذه التغيرات بالطفرات.
وترجع هذه الطفرات إلى حدوث أخطاء عشوائية خلال عملية مضاعفة DNA ،أو بسبب تعرض الخلايا لمواد كيميائية أو إشعاعية. وفي أغلب الأحيان، تكون الطفرات إما ضارة أو محايدة، لكن في حالات قليلة جداً قد تكون الطفرة مفيدة للكائن الحي.

أشباه البشر:

في عام 2000م تم اكتشاف احفورة تعود إلى ستة ملايين سنة، وهذا الكائن كان له اسنان صغيرة تشبه أسنان الإنسان الحديث ولديه طبقة كبيرة من الجير على الأسنان مما يعنى انه كانيعتمد على النباتات القوية كالجذور والبذور بدلا من النباتات الطرية الثمار.
وبعد دراسة الأحفورة اتفق العلماء بأن هذه الأحفورة تعتبر من أشباه البشر، والتي كانت تستعمل قدمين. وفي شهر يوليو من عام 2002م تم اكتشاف أحفورة يعود عمرها إلى سبعة مليون سنة ولاختلافها عن باقي أحافير أشباه البشر فقد خصصت لهذه الأحفوره نوع خاص من أنواع أشباه البشر وسميت بـ(إنسان الساحل تشادي). ويرجع اعتقاد العلماء بأنه عاش في مرحلة قريبة جداً من بدء انقسام أسلاف الإنسان الشبه بشرية عن القردة.
ويرجع التعقيد في تصنيف هذا الكائن إلى صفاته المتشابهة بين القردة وأشباه البشر، وبالرغم من وجود الدلائل التي تشير إلى مقدرة هذا الكائن على المشي باستخدام الأقدام إلا أن العلماء لم يتأكدوا حتى الآن من هذا الشي.


شارك المقالة: