نظرية فائض القيمة في المجتمع الرأسمالي عند ماركس في علم الاجتماع:
خرج كارل ماركس من دراسته للمجتمع الرأسمالي ولدينامياته بأن الرأسمالية هي نظام ﻹنتاج السلع، وفي النظام الرأسمالي لا ينتج المنتجون سلعاً باحتياجاتهم، فحسب أو للوفاء باحتياجات الأفراد المتصلين بهم بشكل شخصي ولكن الرأسمالية تتضمن أساساً سوقاً للتبادل سواء على المستوى القومي أو على المستوى الدولي.
وكل سعة لها جانبان كما يقول ماركس، قيمتها الاستعمالية من جهة وقيمتها التبادلية من جهة أخرى الاستعمالية هي التي تتصل بالاحتياجات التي يمكن استخدام السلعة من أجل تحقيقها، فإي شيء يمكن أن تكون له قيمة استعمالية سواء كان سلعة أم لا، ولكن لكي يصبح المنتج سلعة لا بدّ أن تكون له قيمة تبادلية ولكن العكس ليس صحيحاً، أما القيمة التبادلية فهي تشير إلى قيمة المنتج حين يقدم من أجل التبادل بمنتجات أخرى، وعلى عكس القيمة الاستعمالية نجد أن القيمة التبادلية تفترض علاقة اقتصادية معينة ولا يمكن أن تنفصل عن السوق الذي يتم فيه تبادل السلع، فأي سلعة يكون لها قيمة تبادلية من حيث علاقتها بغيرها من السلع.
وأي موضوع سواء كان سلعة أو لا يمكن أن تكون له قيمة طالما أنه قد استخدم في إنتاجه جهد إنساني، وذلك هو أساس نظرية القيمة التي استعمارها كارل ماركس من الاقتصاديين الكلاسيكيين أمثال آدم سميث وريكاردو، ويترتب على ذلك أن كلا من القيمة التبادلية والقيمة الاستعمالية لا بدّ أن يرتبطا بكمية العمل المبذول في إنتاج السلعة.
ومن الواضح كما يقول ماركس أن القيمة التبادلية لا يمكن أن تشق أو تعتمد على القيمة الاستعمالية، ويمكن توضيح ذلك بمثال القيمة التبادلية بسلعتين مثل الأذرة والحديد، إن كمية معينة من الأذرة تساوي كمية معينة من الحديد ولما كنا نستطيع أن تعبر عن قيمة كل من هذين المنتجين بالنسبة للآخر، وبطريقة كمية فإن ذلك يبين لنا أننا نستخدم معياراً مشتركاً نطبقه على الاثنين.
هذا المقياس أو المعيار المشترك للقيمة لا علاقة له بالخصائص الفيزيقية للأذرة أو الحديد، وهي خصائص غير قابلة للقياس، ولكن القيمة التبادلية لا بدّ أن تعتمد على خاصية ما يمكن قياسها كمياً هذه الخاصية هي العمل، وهناك بالطبع فروق كثيرة بين أنواع العمل المختلفة، ولكن الصفة المشتركة بين هذه الأعمال المختلفة هي كمية الوقت الذي ينفقه العامل في إنتاج السلعة، أي أننا نقوم بتقييم أي سلعة من السلع على أساس الوقت الذي بذله العامل في عمله، ونقارن بين السلع بعضها وبعض على هذا الأساس، وقد أطلق ماركس على هذا العمل المبذول في إنتاج السلعة تسمية العمل المجرد.
ولا يعني كارل ماركس بكمية العمل المبذول في إنتاج السلعة أو العمل المجرد أي ساعات من العمل تبذل في الإنتاج، فالعامل الكسول الذي يستغرق وقتاً طويلاً في إنتاج سلعة مالا يمكن أن تقدر قيمة السلعة التي ينتجها بأكثر مما تقدر السلعة التي ينتجها عامل آخر نشط يستغرق وقتاً أقل في إنتاج نفس السلعة والذي يعنيه ماركس بالعمل المجرد أو كمية العمل المبذول في إنتاج السلعة ليس هو كمية الوقت التي تبذل في العمل من جانب فرد عامل، ولكنه يعنى بذلك ما أسماه وقت العمل اللازم اجتماعياً.
ويعرف ماركس وقت العمل اللازم اجتماعياً بأنه كمية الوقت التي يتطلبها إنتاج سلعة ما في ظل الظروف العادية للإنتاج مع توافر درجة متوسطة من المهارة في وقت معين لصناعة معينة، ويمكن وضع مقاييس عامة من خلال الدراسات الامبيريقية لتقدير الزمن المجرد أو وقت العمل اللازم لإنتاج السلعة في ظل الظروف.
ولكن يجب أن نلاحظ أن كمية العمل اللازمة ﻹنتاج السلعة تختلف من وقت ﻵخر حسب ظروف الإنتاج، فمثلاً إذا حدث تحسن تكنولوجي مفاجئ، فإن ذلك سيؤدي إلى تقليل كمية الوقت اللازم للعمل إنتاج سلعة معينة وبالتالي فإنه ذلك سيؤدي إلى تقليل كمية الوقت اللازم للعمل إنتاج سلعة معينة، وبالتالي فإنه سوف يؤدي إلى تقليل في قيمة هذه السلعة.
والذي يعمله الرأسمالي أنه يشتري العمل ويبيع السلع حسب قيمتها الفعلية أي بعبارة أخرى أنه لا بدّ للرأسمالي أن يشتري السلع (المواد الخام والعمل)، حسب قيمتها ثم يبيعها بعد ذلك حسب قيمتها أيضاً، ولكنه مع ذلك في نهاية العملية الإنتاجية يحصل على قيمة من هذه العملية التبادلية أكبر من تلك القيمة التي وضعها عند بداية العملية الإنتاجية.