إن مشكلة الزيادة السكانية أو يطلق عليها بعض الأفراد بالانفجار السكاني حيث يرى المفكرون وعلماء الديموغرافيا وعلماء الاجتماع والاقتصاد والتنمية، مثل توماس مالش عالم الرياضيات البريطاني والكاهن الشهير الذي يرى أن الجميع لديه القدرة على التركيز على العلوم والإحصاء.
مبادئ نظرية مالش في علم السكان:
أساسيات نظرية مالش:
حاول التحقيق في الأسباب المهمة التي تعيق تقدم الإنسان من أجل الوصول إلى السعادة، حيث يرى أن السبب الرئيسي هو الزيادة الهائلة في عدد السكان والتي لا تتناسب مع معدل نمو إنتاج الأرض من (الغذاء)، حيث قام مالش بطرح مثال أن الأرض إذا كان عدد السكان فيها يعادل الف مليون نسمة وبالتالي فإن الجنس البشري سوف يزداد كل 25 سنة، في حين يزيد الطعام والغذاء حسب متتالية حسابية معينة.
وبالتالي مهما تم بذل الجهود من أجل تحسين كمية الغذاء فإن الزيادة في عدد السكان ستبقى أعلى من كمية الغذاء، ومن الممكن خفض الكثافة السكانية من خلال طرق الضبط.
إن زيادة عدد السكان اعتماداً على مواردها الغذائية والعقبة الرئيسية التي تحول دون ضبط كميتها هي العقبة الرئيسية التي يمثلها (الطلب على الغذاء)، ولكن بصرف النظر عن المجاعات فإن هذا العامل ليس له تأثير مباشر والعوائق المباشرة تتفرع منه إلى الفئات التالية:
عوائق مانعة:
إن هذا النوع من العوائق تعمل على خفض مستوى المواليد والتي تشمل على الرذيلة والضبط الأخلاقي والمقصود بالرذيلة جميع العلاقات غير الشرعية وبسبب عدم مشروعيتها فإنها تتم بطريقة مخفية، وبالتالي فإن النتائج التي تنتج عن هذه العلاقات تكون مخفية وأما الضبط الأخلاقي فإنه يحمل الرأي في الامتناع عن الزواج وبالتالي يصبحان مانعان للزيادة السكانية.
العوائق الإيجابية:
وتتمثل في البؤس وكل العوامل التي تؤدي إلى تقليل في عدد السكان مثل الحرف التي تضر بالصحة والأعمال الشاقة وعمالة الأطفال والتربية المتدنية والسيئة للأطفال والزيادة السكانية في الأماكن غير الصحية والأمراض والمجاعات.
من الممكن تلخيص المبادئ التي يعتمد عليها مالش في علم السكان في 3 مسائل وهي:
1- يتم تحديد عدد السكان على حسب ضرورة الغذاء.
2- إن الأفراد يزدادون بصورة خطية نمطية ثابتة، في حين أن الموارد الغذائية تزداد بصورة مختلفة ومتذبذبة وفقاً لما تواجهه الدول من عوائق مختلفة.
3- إن أهم ما يقيد ويسيطر على وتيرة السكان، ويرفع ويغير من مستواها المعيشي الذي يتمثل في البؤس والاضمحلال الأخلاقي.
نقد نظرية مالش في علم السكان:
تعرضت أفكار مالش للعديد من النقد حيث انقسم المفكرين إلى قابل وراف ومتقبل لهذه الأفكار والآراء، حيث إن آراء مالش لو انه يوجد عليها مجموعة من المآخذ إلا أنها تحمل في طياتها مجموعة من القيم الكبيرة، ويعد مالش من أوائل من وجه الأنظار من أجل دراسة علم السكان دراسة علمية.
كما أن رأي مالش كان السبب في قدح هم الآخرين وزيادة توجيه الاهتمام من قبل المفكرين والدارسين وذلك نحو ربط الزيادة السكانية مع وسائل العيش وما يترتب عليه من آثار على المجتمع.
وبعد محاولات مالش ظهر العديد من العلماء الذين حاولوا دراسة الزيادة والنمو السكاني ومحاولة العلماء والمفكرين من أجل الوصول واستنتاج مجموعة من النظريات والقوانين التي تفسر النمو السكاني، وذلك على اعتبار أن كل مجتمع له مجموعة من الظروف الطبيعية والظروف الاجتماعية التي يتعرض لها المجتمعات والتي من الممكن أن تختلف من مجتمع إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى ومن وقت إلى آخر.
وبالتالي انطلاق من هذه الدراسات الحديثة لعلم السكان التي تقوم على الاهتمام بمجموعة من العوامل المتعددة والمختلفة التي من الممكن أن تؤثر على التزايد والنمو السكاني، كما أن هذه العوامل نفسها من الممكن أن تؤثر على نسبة المواليد ونسبة الوفيات بالزيادة أو النقصان سواء كانت هذه العوامل عوامل اجتماعية أو عوامل طبيعية.