نقطة التحول في معركة بلاط الشهداء

اقرأ في هذا المقال



حاولت القوات الأمويّة التي اقتحمت الساحة قتل القائد تشارلز، لكن رجاله المحاصرين أحاطوا به ولم يتم قتله، كانت معركة بلاط الشهداء لصالح الجيش الأموي وكان النصر حليفًا له، وفجأة أصبحت المعركة في حالة تغير عندما صدرت شائعات عن الفرنجة، مرت بالجيش الأموي بأنّ الكشافة الفرنجة نهبوا الغنائم التي أخذوها من بوردو.


قامت بعض القوات الأمويّة بترك ساحة المعركة، وعادوا إلى المخيم لحماية غنائمهم وفقًا لروايات المسلمين، في خضم القتال في اليوم الثاني، مع أنّ المصادر الفرنجيّة تذكر أنّ المعركة استمرت يومًا واحدًا فقط، بدأ الكشافة الفرنجة التي أرسلها تشارلز في مداهمة مخيمات الجيش الأموي، بما في ذلك العبيد والغنائم الأُخرى.


يُقال أنّ تشارلز أرسل كشافًا لإحداث فوضى في مُعسكر القاعدة الأموي، وحرر أكبر عدد مُمكن من العبيد، على أمل سحب جزء من خصمه، وكان قد نجح في ذلك حيث عاد العديد من مقاتلين سلاح الفرسان الأموي إلى معسكرهم، فأضطربت صفوف الجيش، وحاول القائد عبد الرحمن الغافقي ومن معه الثبات وأيقاف التراجع وبقوا يقاتلوا حتى استشهد قائدهم.


انسحبت القوات الأمويّة تمامًا إلى معسكرهم، كتب مصدر عربي بصراحة “كل المضيف هرب قبل العدو، ومات الكثير في المعركة” استأنف الفرنجة وجهزوا جيشهم واستقروا في مكانهم طوال الليل، مُعتقدين أنّ المعركة ستُستأنف عند الفجر.


وفي صباح اليوم التالي، عندما لم تجدد القوات الأمويّة المعركة، خاف الفرنجة من وجود كمين، حيث اعتقد تشارلز في البداية أنّ القوات الأمويّة كانت تحاول إغراءه إلى أسفل التل وإلى العراء، هذا التكتيك كان يعرف أنّه يجب أن يقاوم بأي ثمن؛ لقد قام في الواقع بتأديب قواته لسنوات حتى لا يكسر التشكيل بأي حال من الأحوال ويخرج في العلن.


وعند الاستطلاع المكثف للمخيم الأموي من قبل جنود الفرنجة – والذي تمّ التخلي عنه على عجل من خلال الروايتين التاريخيتين حتى أنّ الخيام بقيت، حيث عادت القوات الأمويّة إلى إيبيريا بكل ما تستطيع حمله – اكتشفوا باليوم التالي أنّها تراجعت عن القتال خلال الليل ورجعت من حيث أتت.

وسُميت هذه المعركة بهذا الاسم تخليدًا لذكرى شهداء المعركة، ومن الجدير بالذكر أنّه بعد هذه المعركة، لم تتوقف الفتوحات الإسلاميّة نحو أوروبا بل استمرت واستطاعوا فتح العديد من المناطق فيما بعد.


شارك المقالة: