نهاية أحداث معركة اليرموك

اقرأ في هذا المقال



اليوم الرابع كان يومًا حاسمًا، ظهر الوسط والجناح البيزنطيين في اليوم الرابع وهما يسحبان الانقسامات الإسلاميّة المعنيّة كما ظهر هجوم خالد على الجناح البيزنطي الأيسر بحارسه المحمول.

قرّر فاهان الاستمرار في خطة الحرب في اليوم السابق حيث نجح في إلحاق الضرر بالقوة الإسلاميّة قاد القناطر جيشين من السلاف ضد الجناح اليميني الإسلامي واليمين الوسط بمساعدة بعض الأرمن والمسيحيّين العرب بقيادة جبلة.

تراجع الجناح الأيمن واليمين الإسلامي مرة أخرى، دخل خالد بن الوليد المعركة مرة أخرى مع حارس المحمول كان يخشى من هجوم عام على جبهة واسعة، لن يتمكن من صدها، وأمر أبو عبيدة ويزيد على الوسط الأيسر والأجنحة اليسرى، على التوالي، بمهاجمة الجيوش البيزنطيّة على الجبهات المعنيّة.

سيؤدي الهجوم إلى تعطيل الجبهة البيزنطيّة ومنع تقدم عام للجيش الإمبراطوري في هذه المرحلة قسم خالد حارسه المحمول إلى قسمين وهاجم أطراف الجناح الأيسر البيزنطي، وهاجم مشاة الوسط الأيمن الإسلامي من الأمام.

تحت المناورة المحاطة بثلاث شقوق، تراجع البيزنطيّون في هذه الأثناء، جدد الجناح الإسلامي اليمني هجومه بمهاجمة مشاة من الجبهة وهاجم سلاح الفرسان الجناح الشمالي من الجناح الأيسر البيزنطي.

مع تراجع الوسط الأيسر البيزنطي تحت الهجمات الثلاثيّة الأبعاد لخالد بن الوليد، انخفض الجناح الأيسر البيزنطي، بعد تعرضه في الجناح الجنوبي، إلى الخلف، بينما كان خالد وحارسه المتحرك يتعاملان مع الجبهة الأرمينيّة طوال فترة بعد الظهر، كان الوضع على الجانب الآخر يزداد سوءًا كان رماة الخيول البيزنطيّون قد اقتحموا الميدان وأخضعوا قوات أبو عبيدة ويزيد لرماية شديدة تمنعهم من اختراق خطوطهم البيزنطيّة.


فقد العديد من الجنود المسلمين بصرهم أمام الأسهم البيزنطية في ذلك اليوم، والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم “يوم الضياع” ويُعتقد أنّ أبو سفيان المخضرم فقد عينه في ذلك اليوم، تراجعت الجيوش الإسلاميّة باستثناء فوج واحد بقيادة عكرمة بن أبي جهل، التي كانت على يسار فيلق أبو عبيدة قام عكرمة بتغطية تراجع المسلمين بأفراد سلاح الفرسان الـ 400 بمهاجمة الجبهة البيزنطيّة، وأعادت الجيوش الأخرى تنظيم نفسها للهجوم المضاد واستعادة مواقعهم المفقودة، جميع رجال عكرمة إمّا أصيبوا بجروح خطيرة أو قتلوا في ذلك اليوم عكرمة، صديق الطفولة لخالد بن الوليد، أُصيب بجروح قاتلة وتوفي في وقت لاحق من المساء.


جمع خالد جميع سلاح الفرسان الخاص به بتهمة حاسمة مرافقة خلال جريمة فاهان التي استمرت أربعة أيام، فشلت قواته في تحقيق أي انفراج وعانت من خسائر فادحة، خاصة خلال الهجمات المضادة التي يحيط بها الحرس المتنقل.

في وقت مبكر من (19 أغسطس636)، في اليوم الخامس من المعركة، أرسل فاهان مبعوثًا إلى المعسكر الإسلامي لهدنة في الأيام القليلة المقبلة حتى يتمكن من إجراء مفاوضات جديدة من المفترض أنّه أراد الوقت لإعادة تنظيم قواته المعنوية، لكنّ خالد اعتبر النصر قريبًا ورفض العرض.


حتى الآن تبنى الجيش الإسلامي استراتيجيّة دفاعيّة إلى حد كبير، ولكن مع العلم أنّ البيزنطيّين لم يعودوا يتوقون إلى المعركة، قرر خالد الآن شن الهجوم وإعادة تنظيم قواته وفقًا لذلك، تمّ تجميع جميع أفواج الفرسان معًا في قوة واحدة محمولة قوية حيث يعمل الحرس المتحرك كنواة كانت القوة الإجماليّة لمجموعة الفرسان الآن حوالي (8000) مقاتل مثبت، وهو سلاح فعال مثبت لهجوم في اليوم التالي.


مرت بقية اليوم بهدوء خطط خالد بن الوليد لاحتجاز القوات البيزنطيّة، وقطع كل طريق للهروب كانت هناك ثلاثة حواجز طبيعيّة، الخوانق الثلاثة في ساحة المعركة مع الوديان شديدة الانحدار، وادي الروقاد غربًا، وادي اليرموك جنوبًا ووادي الله في الشرق وسد سلاح الفرسان المسلمون الطريق الشمالي.

ومع ذلك، كانت هناك بعض الممرات عبر الوديان العميقة التي يبلغ طولها 200 متر (660 قدمًا) في وادي الرقاد في الغرب، وكان أهمها استراتيجيًّا في جسر عين الذكر.

أرسل خالد ضرار بن الأزور مع (500) سلاح فرسان ليلاً لتأمين ذلك الجسر تحركت درار حول الجناح الشمالي من البيزنطيّين واستولت على الجسر، وهي مناورة أثبتت أنّها حاسمة في اليوم التالي.


في اليوم السادس ظهرت مناورة خالد في الجناح الأيسر البيزنطي لتوجيه الجناح الأيسر البيزنطي ووحدات الفرسان التابعة له اليوم السادس وفي المرحلة الثانية من اليوم السادس يظهر هجوم خالد الشق على سلاح الفرسان البيزنطي، وهجوم الجناح اليميني المسلم على الوسط الأيسر البيزنطي.

كما ظهر سلاح الفرسان خالد يقذف الفرسان البيزنطيّين خارج ساحة المعركة ويهاجمون المركز البيزنطي الأيسر في مؤخرته، وفي المرحلة الأخيرة من اليوم السادس ظهر تراجعًا عامًا للجيش البيزنطي تجاه وادي الروقاد في (20 أغسطس 636).
اليوم الأخير من المعركة، نفذ خالد خطة هجوم بسيطة ولكنها جريئة، بقوة الفرسان المجمعة، كان ينوي طرد سلاح الفرسان البيزنطي بالكامل خارج ساحة المعركة بحيث يتمّ ترك المشاة، التي شكلت الجزء الأكبر من الجيش الإمبراطوري، دون دعم الفرسان وبالتالي سيتم تعرضهم عند مهاجمتهم من الأجنحة والخلف.

في الوقت نفسه، خطط لدفع هجوم حازم لتحويل الجناح الأيسر للجيش البيزنطي ودفعهم نحو الوادي إلى الغرب أمر خالد بشن هجوم عام على الجبهة البيزنطيّة وسار سلاح الفرسان حول الجناح الأيسر من البيزنطيّين.


اشتبك جزء من سلاح الفرسان مع سلاح الفرسان اليساري البيزنطي بينما هاجم الباقي الجزء الخلفي من مشاة الجناح الأيسر البيزنطي في غضون ذلك، ضغط اليمين الإسلامي ضده من الجبهة، تحت الهجوم ذي الشقين، سقط الجناح الأيسر البيزنطي مرة أخرى وانهار وتراجع إلى الوسط البيزنطي الأيسر، مما أدى إلى اضطرابه إلى حد كبير.


ثم هاجم الفرسان المسلمون المتبقون سلاح الفرسان اليساري البيزنطي في الخلف بينما تمّ احتجازهم أمامًا من قبل النصف الآخر من سلاح الفرسان الإسلامي، مما أدى إلى توجيههم خارج ساحة المعركة إلى الشمال هاجم المشاة اليميني المسلم الآن المركز الأيسر البيزنطي في جناحه الأيسر بينما هاجم المركز الأيمن الإسلامي من الأمام.


لاحظ فاهان مناورة الفرسان الضخمة للمسلمين، أنّ يقوم سلاح الفرسان بالتجمع معًا، لكنه لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية قبل أنّ يتمكن فاهان من تنظيم أسراب سلاح الفرسان الثقيلة المتباينة، كان خالد قد أعاد سلاح الفرسان مرة أخرى لمهاجمة سرب الفرسان البيزنطيّة المركزة، حيث سقط عليهم من الأمام والجناح بينما كانوا لا يزالون يتحركون إلى تشكيل.


سرعان ما تمّ توجيه سلاح الفرسان البيزنطي المشوش والمضطرب إلى الشمال، تاركًا المشاة إلى مصيره مع توجيه الفرسان البيزنطيّين بشكل كامل، لجأ خالد إلى المركز الأيسر البيزنطي، الذي كان قد أجرى بالفعل الهجوم ذي الشقين على المشاة المسلمة.


تعرّض المركز البيزنطي الأيسر للهجوم من الخلف من قبل سلاح الفرسان خالد وتمّ كسره في النهاية، مع تراجع المركز الأيسر البيزنطي، بدأ تراجع بيزنطي عام، أخذ خالد سلاح الفرسان شمالًا لعرقلة طريق الهروب الشمالي تراجع البيزنطيّون غربًا باتجاه وادي الرقاد، حيث كان هناك جسر في عين الذكر للعبور الآمن عبر الوديان العميقة لوادي الرقاد.

وقد استولى ضرار بن الأزور بالفعل على الجسر كجزء من خطة خالد في الليلة السابقة تمّ إرسال وحدة من (500) جندي مثبتة لإغلاق الممر في الواقع، كان هذا هو الطريق الذي أراد خالد من خلاله أنّ يتراجع البيزنطيّون طوال الوقت كان البيزنطيون محاطين من جميع الجهات في ذلك الوقت.


سقط البعض في الوديان العميقة قبالة المنحدرات الحادة، وحاول آخرون الهروب في المياه ولكن تمّ تحطيمهم على الصخور أدناه وما زال آخرون قتلوا في طيرانهم ومع ذلك، تمكن العديد من الجنود من الفرار من المذبحة، مات يونان، المخبر اليوناني لجيش الراشدين أثناء غزو دمشق، في المعركة لم يأخذ المسلمون أسرى في المعركة، لكنّهم ربما أسروا بعضهم خلال المطاردة اللاحقة.


توفي ثيودور تريثوريوس في ساحة المعركة، وتمكن نيكيتاس من الفرار والوصول إلى إميسا كما تمكنت جبلة بن أيهم من الفرار، ثم تصالح مع المسلمين لفترة وجيزة، لكنّه سرعان ما انشق إلى المحكمة البيزنطيّة مرة أخرى.


شارك المقالة: