ما هي النوادي السياسية في الجمعية الوطنية التي ظهرت خلال الثورة الفرنسية؟

اقرأ في هذا المقال


شهد عصر الجمعية الوطنية ظهور عدد من النوادي السياسية والتي كان يتردد عليها زعماء الثورة ومفكريها، من أجل أن يناقشوا ويتبادلوا الأراء والأفكار، وقد لعبت هذه النوادي أدواراً بارزة في أحداث الثورة إذا تحولت مع الوقت إلى ما يشبه الأحزاب السياسية، وقد كان فرنسيسكان (من رواد نوادي الجمعية الوطنية ومؤيديها) أكثر الرجال الذين تعاقبوا على حكم فرنسا، وبالتالي فأن كثير من الأحداث تمت بتأثير تلك النوادي وروادها.

النوادي السياسية في الجمعية الوطنية التي ظهرت في الثورة الفرنسية:

وقد كان هناك عدة نوادي والتي كانت بارزة ولها تأثير عميق في تاريخ فرنسا، هي:

نادي الكوردلية:

وقد كان مقر نادي الكوردلية في دير قديم تابع للأباء الفرنسيسكان، وكان روّاده يمثلون إجمالاً الطبقة العاملة أو ما كان يُسمّى بالطبقات الدنيا، ولذا غلب التطرف بصورة عامة على الأفكار والاتجاهات والتي سادت عند روّاده، وقد كان روّاد كان هذا النادي يبحثون عن حلول جذرية لحل مشاكل فرنسا، فقد كانوا يريدون لها نظاماً ديمقراطياً، وقد أظهر الزعماء والمفكرين اتجاهات متطرفة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي وخاصة بما يتعلق بالملكية والأجور والعدالة الاجتماعية.
وتم إصدار جريدة باسم (L AMI DU PEUPLE)، وقد كانت واسعة الانتشار لجرأة كتابها وتطرفهم، وقد كان فرنسيسكان من أبرز روّاد تلك النوادي السياسية، حيث أن أبرز ما في الرجل شجاعته النادرة وعدم تردده أمام المصاعب وقد كان دائماً يأخذ جانب العمال والطبقات المعدمة، فقد كان يسعى لتأمين الخبز والعمل لهم، ويحلم بتوزيع أموال الأغنياء وثرواتهم عليهم.

نادي اليعاقبة:

وقد تشكل ذلك النادي من عدد من أعضاء الجمعية الوطنية، والذين اعتادوا في إلى أن يلتقوا في دير للأباء اليعاقبة، وذلك على مقربة من دار الجمعية الوطنية، وقد أطلق عليهم ذلك الاسم نسبة إلى الدير المذكور، فقد كان اسمهم “جمعية أصدقاء الدستور”، وقد كان هدف ذلك النادي في البداية هو تثبيت المكتسبات التي حصلت عليها الثورة، مع الحفاظ على النظام الملكي الدستوري، وهنا تبرز صفة الاعتدال الغالبة على النادي والذي كان يستمد قوته ونفوذه القوية من ما لديه، من نوادي ومنظمات موزعة من جميع أنحاء البلاد وبفضل صحيفته القوية واسعة الانتشار.

نادي الجيرونديين:

يعتبر نادي الجيرونديين الجناح الأيمن للثورة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، ومن ناحية الصعيد السياسي كان له روّاده في بداية الثورة، فقد هدفهم السياسي، فكان من أهم أعمالهم تنشيط الصناعة والتجارة وحماية الملكية الفردية ونظم الحرية الاقتصادية.


شارك المقالة: