هجوم محمد علي باشا على قونية

اقرأ في هذا المقال


أين وقعت معركة قونية؟


وقعت المعركة الرئيسيّة في 21 ديسمبر(1832)، على طريق قونية – القسطنطينيّة، شمال مدينة قونية المسورة القديمة، والتي كان عدد سكانها عام(1832)حوالي (20000) نسمة، يحدها من الغرب التلال ومن الشرق المستنقعات، مع هضبة يبلغ عرضها حوالي (3 كم) بينهما ظهر الجيش المصري للمنطقة وواجه المنطقة الشماليّة، واقترب الجيش العثماني من الشمال على الطريق المواجه للجنوب.

أحداث معركة قونية:


يوم (21 ديسمبر) كان يوم ضبابي شديد تمّ تنظيم جيش إبراهيم باشا في ثلاثة صفوف على الطريق يتألف الصف الأول من فوج المشاة الثالث عشر والثامن عشر مع ثلاث بطاريات مدفعيّة بقيادة سليم المنستيرلي.


الصف الثاني، يبعد عن الأول خمسمائة خطوة، يتألف من فوج المشاة الثاني عشر والرابع عشر ببطاريتين مدفعيتين تحت قيادة سليمان الفرنساوي (Elfaransawy = “الفرنسي” العقيد السابق Sèves).


يتألف الصف الثالث من فوج الحرس وبطارية مدفعيّة في الاحتياط وفوج الفرسان الأول والثاني تحت قيادة سليم بك، مركز إبراهيم باشا كان في كتيبتين في شكل مربع في الأجنحة وذلك من أجل الحراسة، وتجنب التعرض لحصار تمّ تنظيم جيش رشيد بك في أربعة صفوف تتقدم على الطريق.


قاد التقدم اثنين من لواء الفرسان العادي ولواء مشاة الحرس في تشكيل مفتوح وأعقب ذلك صف ثان من لواءين مشاة واثنان من سلاح الفرسان، ثم صف ثالث ورابع يتكون كل منهما من لواء مشاة تتكون من أعداد كبيرة من غير النظاميين في الخلف تمّ توزيع المدفعية بين أقسام الجيش المصري.


عند الظهيرة، فتحت المدفعيّة العثمانيّة المتقدمة النار عندما كانت الخطوط الأمامية على بعد 600 ياردة (550 م) مع الضباب الكثيف، كان القتال مُتقطعاً، وأوقفت المدفعيّة المصريّة نيرانهم حتى يتمكنوا من تخمين مواقع العثمانيين من صوت مدفعهم، وبالتالي يمكنهم المداهمة بشكل أدق.


عند تبادل المدفعيّة بين الجيشين، تقدم إبراهيم باشا بإرسال فرقة كشافة إلى بئر شرق الطريق لرصد القوات العثمانيّة، خلال رفع الضباب للحظة، لوحظ وجود فجوة في تكوين الجيش العثماني بين سلاح الفرسان والمشاة على الجناح الأيسر، إلى الشرق.


أرسل القائد أبراهيم باشا بسرعة إلى قواته الإحتياطية (لواء الحرس وكتائب الفرسان) وقادهم شخصيًا إلى هذه الفجوة بين الطريق والأهوار، مما تسبب في الارتباك في الجناح الأيسر العثماني بسبب هذا الهجوم المفاجئ، حيث تمّ مُحاصرة بعض سلاح الفرسان وتناثرهم في الأهوار الضبابيّة.


عندما انهار الجناح العثماني الأيسر، انتقل الوزير الكبير العثماني رشيد باشا شخصياً إلى وسطهم لحشدهم، ولكن في الارتباك الضبابي وجد نفسه محاطًا بالقوات المصريّة وتمّ أسره.


أدى القبض على قائدهم الأعلى رشيد باشا إلى زيادة الارتباك بين صفوف الجيش العثماني، وفقدت بعض الوحدات التماسك وانهارت قيادات الجيش العثماني مع تقدم المدفعيّة وقوات الفرسان المصريّة، رجع الجناح الأيسر إلى الخلف، ودخلت القوات المصريّة وواصلت هجومها الشرس، دون تهاون، من ثلاثة اتجاهات، الجنوب والشرق والشمال.


مع حلول الليل، تمكن القائد العثماني الجديد من حشد بعض الوحدات العثمانيّة، وتنظيم هجوم مضاد يائس من الغرب ضد الجناح الأيسر المصري، لكن هذا الهجوم باء بالفشل حيث قام الجيش المصري بسرعة بتوجيه وابل منظم من المدفعيّة وأدّى هذا الهجوم إلى تناثر العثمانيين المتبقين.

ماذا حدث بعد انتهاء معركة قونية؟


كانت قونية أكبر انتصار للقائد إبراهيم باشا خسر (262) قتيلاً و(530) جريحًا، في حين خسر العثمانيون (3000) قتيل وأكثر من(5000) أسير، بما في ذلك العديد من كبار الضباط، ومنهم رشيد محمد باشا.


بقي المصريون في أرض المعركة وأخذوا العديد من أسلحة الجيش العثماني، وتفرق الجيش العثماني لم يبق شيء بين جيش إبراهيم باشا والقسطنطينيّة بعد المعركة ومع ذلك، فقد حان الوقت للسياسة، ووالد إبراهيم، محمد علي باشا، تشاجر مع السلطان محمود والقوى الأوروبية، وانتهى به الأمر بتوقيع اتفاقية كوتاهية للسلام في اتفاقية كوتاهية، حيث تنازل السلطان عن سوريا الكبرى لمحمد علي مدى الحياة، وتنازل عن حكم مصر لسلالة محمد علي إلى الأبد، مع التبعية الاسمية للسلطان العثماني، ولكن الاستقلال الفعلي.


انتهت سلالة محمد علي باشا فقط في يوليو(1952) عندما تنازل الملك فاروق عن العرش بعد انقلاب الجيش بقيادة العقيد جمال عبد الناصر كملحق لقونية، ومن الجدير بالذكر أنّه بعد سبع سنوات، نقض السلطان العثماني محمود إتفاقيّة كوتاهية، وهاجم القوات المصريّة مرة أخرى، ورد عليه إبراهيم باشا بهجوم آخر في معركة نزيب، على الحدود بين الإمبراطوريّة العثمانيّة وسوريا، في 24 يونيو(1839)، واستطاع الجيش المصري هزيمة العثمانيين، واستولوا على بعض الأسلحة، وعلى أثر ذلك مات السلطان العثماني محمود الثاني.


شارك المقالة: