اقرأ في هذا المقال
- هل الطبقات الاجتماعية موضوع للجدل؟
- دراسة الفقراء في الطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع
- دراسة الطبقات الوسطى في الطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع
هل الطبقات الاجتماعية موضوع للجدل؟
لقد أثارت بعض النقاط بصورة خاصة الالتباس حول الطبقات الاجتماعية وكانت تعود بشكل متكرر، فمثلاً هناك جدل منتظم حول الفقراء، هل يجب تمييز طبقة اجتماعية من الفقراء أي من المهمشين؟ قبل تقديم المقترحات بوجه إجمالي، سوف نتحدث عن بعض هذه التساؤلات، وهي الفقراء وهم الأشخاص الذين لديهم مهن مرتبطة بدرجات عالية من الدراسة مثل الباحثين، والخبراء المتنوعين والمدرسين وأخيراً المستوى الطبقي المتوسط، إذ إن المسألة هنا بالأحرى هي تعيين الامتداد الذي تعطيه تطورات المجتمع للوضعيات الوسطى هذه.
دراسة الفقراء في الطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع:
إن الدرجة التي يجب عندها اعتبار الشديد للفقر مختلفة عن الآخرين هي إذن موضوع يتكرر، فقد تحدث ماركس عن البروليتاريا الرثة، فما يحدد الأسفل يتغير بحسب الفترات، ويستخلص الباحثون بانتظام بأنه ليس مبرراً بالتأكيد عزل هذا الأسفل لجعله طبقة اجتماعية بالمعنى الكامل، غير أن الشكوك تستمر والمسألة تعود لتطرح من جديد.
فقد قام بعض الباحثين بدراسة المقيمين في التجمعات السكنية الانتقالية، وهم أفراد وضعهم المادي سيء جداً، في الأصل يفترض أن يكون إيواؤهم انتقالياً، ولكن هؤلاء السكان قد انتموا بشكل دائم، وتزوجوا فيما بينهم، وكانت احتكاكاتهم مع الخارج قليلة، بل وأكثر من ذلك، بدوا وكأنهم مستقرون في هذا الوضع منذ عدة أجيال، إن هذا العالم المحروم من كل شيء كان ربما يتكون من ورثة فئة من البروليتاريا قد تجاهلت خلال الثورة الصناعية.
كان لهؤلاء الأشد فقراً كافة مميزات الجماعة الواقعية، مما يمكن إلى حد ما من وصفهم بسهولة بطبقة اجتماعية، كان لهذا التفسير مكانته في أفكار مشابهة حول ثقافة الفقر، التي وسعها في الولايات المتحدة عالم الأثنولوجيا أوسكار لويس، الذي حلل الحياة في بعض الأحياء الفقيرة بالاستناد إلى ثقافة خاصة بمفهوم الأنثروبولوجيا الثقافية.
دراسة الطبقات الوسطى في الطبقات الاجتماعية في علم الاجتماع:
إن عبارة الطبقة الوسطى الشائعة جداً، تزعج علماء الاجتماع، خاصة إذا استعملت بصيغة الجمع، لأسباب كثيرة، هذه العبارة نستشعر إلى قدرتنا في التصفيف من الأعلى إلى الأسفل بحيث إن الاختلاف بينها وبين ترسيمات تدرج محتملة يبدو ضئيلاً، بالإضافة إلى ذلك إن وضعية الطبقة المتوافقة مع الطبقة الوسطى، لا توحي إليها مباشرة مثل هذه التسمية، بحيث إن كل أنواع الاحتمالات للاستدلال على ما هو في المتوسط معقولة.
ومما يعتقد التفكير أيضاً هو أن الطبقات الوسطى إذا وجدت، هي كذلك رهان بالنسبة للسياسيين، بما أن أياً منهم يمكنه أن يأمل بجذبها إلى معسكرة إذا أراد توسيع هذا المعسكر، بالتالي إن المحتوى الذي يعطي لها قابل للتلاعب به في بعض المجادلات الحالية، يستخدم التعبير للتدليل في الواقع على عائلات أسر تنتسب إلى الفئات العشرية العليا في توزيع المداخيل.
وهناك أخيراً وعلى الأخص تاريخ العلم الذي يدفع إلى إعطاء استخدام التعبير المعنى الأكثر ملائمة، إن النموذج الأساسي الذي اقترحه ماركس كان يتضمن بصورة أساسية طبقتين متعارضتين، لاحظ ماركس العديد من الجماعات الأخرى في مجتمع عصره، ولكنه كان يتصورها خلفية ومحكوم عليها بالزوال، في النهاية لن نعود نلاحظ سوى البروليتاريين والرأسماليين.
إذن إن الطبقة الوسطى هي بالتأكيد ليست بروليتاريا ولا بوجوازية رأسمالية، فإذا اعتمدنا ترسيمة تعطي لهذه الطبقة مكانها، فهل هذا يعني أننا نعتبر توقع ماركس خاطئاً أم أنه لم يتحقق بعد؟
منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى سنوات 1930، نشهد في المجتمعات الغربية وجوداً قوياً للعاملين المنفردين، الحرفيين والتجار، غير المأجورين ولكن الذين ليسوا بالطبع رأسماليين، رغم المأجورين ولكن الذين ليسوا بالطبع رأسماليين، رغم التوقعات، هؤلاء العاملون المستقلون لم يزولوا بعد الحرب، كما شهدنا باكراً جداً صعود لعدد الأجراء غير اليدويين الذي لديهم قلة في التأهيل، والذين يستخدمون الخدمات والمكاتب يعتبرون لديهم أيضاً قلة في التأهيل أي تعتبر جزء من الياقات البيضاء، حيث تستمر أعدادهم بالتكاثر، كما أن الفئات العليا والمتوسطة تنامت هي الأخرى بصورة كبيرة.
كل العمال بروليتاريون واضحون، وليست كبار أرباب العمل، رأسماليون واضحون، كيف يمكن اعتبارهم بالنسبة للنموذج المصغر عند ماركس؟ إن إحدى ردّات الفعل هي في الإبقاء على النظرة الثنائية الماركسية، ومن هنا اعتبر البعض أن جميع العاملين قليلي التأهيل، يدويين أم لا، كانوا في وضع الطبقة نفسها وأن أوضاع الآخرين يمكن أن تتماثل بوضع أرباب العمل.
إلا إن الحرفيين التجار ظلوا يطرحون مشاكل خاصة، واعتبر البعض الآخر أن المسار العام ذاته من التغير إلى بروليتاريا قرب جميع الفئات من بعضها في مواجهة أرباب العمل، وأخيراً ردة فعل أخرى، هي الاقتناع بوجود مستمر لفئات متعددة وبالتخلي عن النظرة الثنائية، وهذه على الأصح هي التي تفوقت.