ولد سنة 1017 وهو إمبراطور روماني مقدس كان فرداً في عائلة السالية من أباطرة الرومان المقدسين وكان الابن الأكبر لكونراد الثاني ملك ألمانيا وجيزيلا شوابيا، حيث جعله والده دوق بافاريا وبعد وفاة الدوق هنري الخامس ونشأ في كنف والده الذي عينه دوق بافاريا سنة 1026.
لمحة عن هنري الثالث إمبراطور الإمبراطورية الرومانية
كان انتقال الحكم له عملية سلسة ومتناغمة لكن وفاة الإمبراطور أنهت الأمر وهو ما لم يتوقعه ملوك أوتونيان وساليان وخلف هنري كونراد الثاني ملك إيطاليا، حيث استمر في اتباع طريق والده السياسي المتمثل في الشجاعة والصدق مما أدى إلى تمجيد غير مسبوق للملك.
أكمل الانقسام البابوي وتوج البابا كليمنت الثاني إمبراطوراً وأخلى سبيل الفاتيكان من الاعتماد على النبلاء الرومان ووضع الأساس لسلطته على نطاق الإمبراطورية، حيث ألزم حقاً ملكياً سيادياً في التصرف وهكذا ضمان سيطرة أكثر إحكاماً وفي دوقية لورين أدى ذلك إلى سنوات من الصراع خرج منها منتصراً فكان مجال التحدي الآخر في جنوب ألمانيا.
افتتح عهده بجولة في عقاراته في البلدان المنخفضة استقبله جوتيلو الأول دوق لورين العليا والسفلى وفي كولونيا انضم إليه هيرمان الثاني الذي رافقه هو ووالدته إلى ساكسونيا، حيث أسس مدينة جوسلار باسم المقعد الامبراطوري في المستقبل وتوفي وهو في 39 من عمره ومع ذلك يعتبر المؤرخون المعاصرون أن السنوات الأخيرة من حكمه كانت بداية أزمة في النظام الملكي السالي.
قاد حملته العسكرية الأولى كملك في بوهيميا وكان بريتسلاف الأول ينوي إنشاء أبرشية منفصلة وبعد حضور جلسات الإصلاح في عدد من الأديرة استدعى جيشه في ستافيلو، حيث انضم إلى الوحدات العسكرية في جوسلار ونشر جيشه بالكامل في ريغنسبورغ.
سرعان ما تعرض لكمين في مضايق غابات بوهيميا وأجبر على التراجع مع خسائر فادحة في معركة بروديك فتمكن من تحرير سجنائه بعد إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن البوهيميين، بما في ذلك نجل بريتيسلاف وعندما انتهى السلام تراجع هنري على عجل عند عودته إلى ألمانيا وعين سيدجر في المستقبل البابا كليمنت الثاني أسقفاً لمدينة بامبرغ.
أطاح صموئيل أبا ببيتر المجري الذي فر إلى ألمانيا وهناك رحب به هنري على الرغم من عداوته السابقة وهكذا حرم بريتيسلاف من حليفه السابق، حيث بناءً عليه رتب هنري رحلة استكشافية في بوهيميا وبعد حوالي سنة من حملته الأخيرة سار مرة أخرى منتصراً ووقع معاهدة سلام مع بريتيسلاف في ريغنسبورغ.