يعتبر الرئيس الثاني للجزائر المستقلة وتولى المنصب منذ سنة 1965 بعد محاولة انقلاب عسكري على أحمد بن بلة دبره مع طاهر الزبيري ومجموعة وجدة، حيث ظل في السلطة حتى موته في سنة 1978.
لمحة عن هواري بومدين رئيس الجزائر
يعتبر من أبرز السياسيين في الجزائر والعالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين وأحد رموز حركة عدم الانحياز، حيث لعب دوراً مهماً على الساحة الأفريقية والعربية، وكان أول رئيس من العالم الثالث يتحدث في الأمم المتحدة عن نظام دولي جديد.
بعد أن استطاع هواري بومدين من تنظيم البيت الداخلي شرع في تقوية الدولة على الصعيد الداخلي واجه 3 تحديات هي الزراعة والصناعة والثقافة، حيث وزع هواري آلاف الهكتارات على الفلاحين الذين وفروا لهم السكن عن طريق مشروع ألف قرية سكنية للفلاحين.
حياة هواري بومدين رئيس الجزائر
أنهى معظم البيوت والأكواخ المصنوعة من الصفيح التي يعيش فيها الفلاحون وأمد الفلاحين بكل الوسائل والإمكانيات التي يحتاجون إليها، حيث إلى جانب سياسة التنمية اهتم الرئيس هواري بالإصلاح الاجتماعي والسياسي وإرساء أسس الدولة الجزائرية بدءاً بقانون التأميم ثم وضع ميثاق وطني تشارك فيه جميع فئات الشعب.
خرج من الميثاق دستور كله بطريقة ديمقراطية بالمعنى العلمي للكلمة (شعارها لا نريد تقبيل اليد) ثم انتخاب مجلس الشعب الوطني من قبل الجماهير العريضة، حيث هذه هي الخطوط العريضة لسياسة الرجل على الصعيد الداخلي فقد استقطب الجميع لخدمة الوطن ودخل الدولة لصالح المواطن.
بشكل عام كانت علاقة الجزائر مع جميع الدول خاصة محور الدول الاشتراكية جيدة جداً باستثناء العلاقة مع فرنسا، وحقيقة أن تأميم النفط هو من جهة نموذج لباقي الدول المنتجة لتحدي العالم الرأسمالي، حيث من ناحية ثانية بعد المؤتمر الأفروآسيوي سنة 1973 استقبل العالم الثالث في الجزائر كرئيس ثقته عالية وأصبحت مطالبته بنظام دولي جديد خطراً واضحاً للدول المتقدمة.
بالتوازي مع سياسة التنمية أرسى هواري بومدين أسس الدولة الجزائرية من خلال تطوير الدستور الجزائري والميثاق الوطني الجزائري للدولة، حيث أسهمت القواعد الجماهيرية في إثراء الدستور الجزائري والميثاق الوطني رغم ما يمكن أن يقال عنها لكنها ساهمت في ترتيب البيت الجزائري وإرساء أسس قيام الدولة الجزائرية الحديثة.
مات هواري بومدين سنة 1978 وعندما جاء وقت توديع الزعيم ظهر وزير الخارجية عبد العزيز بوتفليقة في المقدمة وهو يلقى التأبين، وهو آخر ما تلاه بومدين قبل أن يدفن تحت التراب، حيث بدا بوتفليقة متأثراً جداً بالفصل بين رفيقه ورئيسه ورئيس كل الجزائريين لكنه ظل متماسكاً حتى النهاية.