اقرأ في هذا المقال
- واردات الدولة الأموية من أرض السواد في عهد هشام بن عبد الملك
- واردات الدولة الأموية من الجزيرة الفراتية والموصل في عهد هشام بن عبد الملك
- واردات الدولة الأموية من خراسان في عهد هشام بن عبد الملك
- واردات الدولة الأموية من مصر في عهد هشام بن عبد الملك
- الواردات إلى الدولة الأموية من بلاد الشام في عهد هشام بن عبد الملك
كانت أهم واردات بيت المال في النظام الإسلامي هي الزكاة والجزية والفيء والغنيمة وبالإضافة لموارد أخرى، وكانت الزكاة بأنواع منها زكاة الفضة والذهب، زكاة السوائم، زكاة الزرع والثمار، زكاة عروض التجارة، بالإضافة لزكاة المعدن والركاز، والزكاة كانت مورداً أساسياً من موارد الدولة الإسلامية؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالشريعة الإسلامية.
أما فيما يخص الجزية والخراج، ونستطيع التفرقة بينهم بأن الجزية ما يدفع عن الأشخاص أنفسهم، أما الخراج كان يُدفع من أجل أراضيهم، وعند دخول الفرد الإسلام تتسقط الجزية عنه، أما الخراج يبقى مستمراً حتى بعد الدخول للإسلام.
واردات الدولة الأموية من أرض السواد في عهد هشام بن عبد الملك:
قال المارودي السواد من مدينة الموصل إلى عبادان طولا، ومن عذيب القادسية إلى حلوان عرضا، وطوله مائة وستون فرسخاً، أما العراق فهو في العرض مستوعب لأرض السواد ويقصر عن طوله في العرف.
فتح السواد غصباً، فكان سكان السواد يدفعون الجزية عنهم، والخراج عن أراضيهم، وكانت قيمة الجزية ديناراً لكل شخص، وبالإضافة إلى مُدَّان من القمح، وبعض من الخل والزيت، وكان والي العراق في عهد هشام هو خالد بن عبد الله القسري، وبقيت ولايته لمدة خمسة عشر عاماً، كان عبد الله نشيطاً وعهده مستقر، وكان اهتمامه بالزراعة عالياً، ويقوم أيضاً بتعمير الأرض.
واردات الدولة الأموية من الجزيرة الفراتية والموصل في عهد هشام بن عبد الملك:
كانت الجزيرة تابعة إلى ولاية أرمينيا وأذربيجان في بعض من فترات خلافة هشام بن عبد الملك، أما الموصل كانت ترتبط ارتباطاً مباشراً بالخليفة، وكان الجهشياري يقول: إن أخرجة الجزيرة الفراتية في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد بلغت أربعة وثلاثين مليون درهم، وخراج الموصل أربعة وعشرين مليون درهم عدا العسل الأبيض، ولم يكن من المعقول أن يكون الوارد إلى الدولة الأموية في عصر الخليفة هشام أقل مما في العصر العباسي، وبالأخص أن الدولة الإسلامية كبرت في العهد الأموي.
واردات الدولة الأموية من خراسان في عهد هشام بن عبد الملك:
من أهم الأحداث التي حصلت في عهد هشام بن عبد الملك تجديد وضع الجزية عن كل من دخل في الإسلام، حيث كان أشرس بن عبد الله السلمي والي خراسان في عهد هشام في عام 109هـ، وكان أشرس ذو فضل وخير، وكان يطلقون عليه لقب الكامل، وقام هشام بإرسال أشرس إلى سمرقند وبلاد ما وراء الإسلام لكي يدعوا أهلها للإسلام، حتى تُسقط عنهم الجزية، وكان الناس في خراسان يدفعون مبلغاً واحداً ععن كل فرد وعمله، سواء أكان فلاحاً أو يقوم بأي عمل آخر.
وفي سنة 120هـ قام الخليفة هشام بن عبد الملك بتعيين نصر بن سيار على خراسان، وكان نصر صاحب كفاءة وقدرة عالية، وتم وصفه أنه عفيف مجرب، وعمل على استمرارية فتوحات ما وراء النهر، وحقق الكثير من الانتصارات، وكانت أبرز أعماله أنه أعلن سياسة جديدة قام بتحديد أبعادها، بأن تسقط الجزية عن كل من أسلم، وأن تؤخذ من غير المسلم، ووضع نظاماً للجباية وبهذا تكون خراسان قد أُعمرت بشكل غير مسبوق.
واردات الدولة الأموية من مصر في عهد هشام بن عبد الملك:
قام الخليفة هشا بن عبد الملك في بداية خلافته بإرسال عبيد الله بن الحبحاب السلولي والياً على خراج مصر، وأوصاه أن يكون جاداً في العماره، وكان هشام يثق به لدرجة أنه قام بعزل واليين من مصر وهم الحر بن يوسف وحفص بن الوليد؛ وذلك لأن عبيد الله شكاهما لهشام فقام بعزلهما.
وعمل ابن الحبحاب على تقدير الخراج بأساس دقيق، فعمل على مسح أرض مصر، وقام بتقدير الوظائف الجديدة على وحدات المساحة، وقام الوليد بن رفاعة بإحصاء عدد سسكان مصر، وقام بعمل شاق تطلَّب منه الكثير من الجهد، وتبيَّن أن عدد القرى في مصر تجاوز العشرة الآف قرية، وأصغر قرية فيها خمسمائة رجل أو أكثر ممن تجب عليهم الزكاة.
الواردات إلى الدولة الأموية من بلاد الشام في عهد هشام بن عبد الملك:
كان بلاد الشام حينها تتكون من الأردن وفلسطين وحمص وقنسرين والعواصم، وقال البلاذري: مقدار خراج مدن الشام في عهد عبد الملك بن مروان سنة 81هـ، وليس هناك ما يدعو أن تقل الواردت في عهد هشام؛ لأن الشام كانت مقراً رئيسياً للدولة الأموية، وكان الوضع حينها مستقراً، ولم يحصل فيها أي تغييرات تسبب بانخفاض بمستوى الواردات.