قال عيسى بن أوس بن عصية عن الجنيد بن عبد الرحمن المري أمير خراسان: “بيت بناه سنـان ثم شيـده بحيث طنب في أثنائه الكرم، الصافحون بأحلام إذا قـدروا والضاربون إذا ما أعصو صب القتم”
الوالي الجنيد بن عبد الرحمن المري:
الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري، استلم الجنيد بن عبد الرحمن ولاية خراسان وقام بالخروج من مُرة وغطفان وقام بغزو طخارستان، فاحتلّ الترك سمرقند، فذهب الجنيد بن عبد الرحمن حتى وصل سمرقند، فتلاقى مع خاقان عظيم الترك وحدث بينهم قتال شديد.
قام الجنيد بن عبد الرحمن بإرسال رسالة إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم وهو والي سمرقند، أمره في الرسالة بالقدوم إليه، فجاء أبحر بن أبان ولقي الترك قبل وصوله إلى الجنيد، فقُتل سورة بن أبجر وجميع جيشه وتوفي معه مجاهد بن بلعاء العنبري، سمع الجنيد بن عبد الرحمن بالخبر وذهب ولقيهم فهزمهم ودخل سمرقند.
اتّصف الجنيد بن عبد الرحمن بشجاعته فلم يخف بالرغم من قلة العدد والعدة؛ فخلال قتاله مع الترك كان عدد جيشه قليل ولكنه أصرّ على القتال بالرغم من المعارضين له، كان يطلب الدعم من المسلمين، فأرسل الجنيد إلى أشرس وهو يتعارك مع أهل بخارى والصغد بأن يبعث له خيل، فأرسل إليه أشرس عامر بن مالك الحماني.
فخلال طريق عامر بن مكالك إلى الجنيد عرض له الترك والصغد، فقام بقتالهم على الثلمة ورافقه ورد بن زياد بن أدهم وواصل بن عمرو القيسي، فخرج واصل وعاصم بن عيمر حتى وصلوا وراء الماء الذي هناك، ثم جمعوا قصب وخشب وقاموا بالعبور عليه، فلم يشعر خاقان إلّا والتكبير من خلفه، فقاتلوهم فقتلوا عظيم من عظمائهم وانهزم الترك.
لما أراد العديد من جنود الجنيد بن عبد الرحمن أن يثنوه عن الحرب التي خاضها مع الترك لقلة عدده، قال: “أليس أحق الناس أن يشهد الوغا وأن يقتل الأبطال ضخما على ضخم، ما علتي إن لم أقاتلهم فجزوا لمتي”، مات الجنيد بن عبد الرحمن عام 116 هجري وكان أحد الشجعان الأجواد.