سياسة الحجاج بن يوسف الثقفي:
كان الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي من قبيلة ثقيف، وهي قبيلة تقطن في مدينة الطائف، ولها موقع استراتيجي معروف، وكانت من المُعادين لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم، كان الحجاج ووالده يعملون على تعليم الأطفال الصغار في الطائف ثُمَّ انتقل إلى دمشق.
وكان قدوم الحجاج للكوفة في عم 75هـ واستمر حكمه على العراق لمدة عشرون عاماً، وكتب التاريخ عنه أنه هو الوالي الوحيد الذي تمكَّن من ضبط العراق في العهد الأموي والعهد العباسي، واستقر الحجاج بن يوسف بعمله في العراق بعد أن قام عبد الملك بن مروان بعزله عن ولاية المدينة ومكة والطائف واليمن، وكان أهلها قد استكوا من سطوة الحجاج وبطشه.
وقام باجتياح إقليم العراق الذي يشمل الكثير من البلدان تمتد لعراق العجم أرض فارس، وكانت هذه الأرض مليئة بالفتن والاضطرابات والصراعات ذات المجال السياسي، وكانوا يثورون ويخرجون عن سلطة الخليفة عبد الملك بن مروان، وفي بداية حكم الحجاج للعراق لم يكن الأمر سهلاً عليه، فقد واجهته الكثير من الصعوبات والثورات ضده، وكان الحجاج يواجه هذه الثورات ببطشه وقوة سلطانه، بالإضافة للقتل وقطع الرؤوس، ولكن كل ذلك لم يكن عائقاً أمام الثورات وبقيت حتى نهاية عهد الحجاج.