‏النظرية المادية التاريخية ودورها في التغير الاجتماعي في دول العالم الثالث

اقرأ في هذا المقال


‏النظرية ‏المادية التاريخية ترى أن البناء الاجتماعي في دول العالم الثالث هي بناء متخلف تابع ومحكوم لنمط معين، وذلك من أجل تقسيم العمل الدولي والتي تسبب هذا البناء المتخلف في خصائص المجتمعات من خلال العلاقات التاريخية التي دخل فيها مع الرأسمالية العالمية.

‏النظرية المادية التاريخية ودورها في التغير الاجتماعي في دول العالم الثالث:

‏إن العلاقات في دول العالم الثالث لم تؤدي إلى التغير في البنى التقليدية في الدول الفقيرة إلى أبنية حديثة، وإنما اخضعتها المجتمعات الرأسمالية من أجل خدمة مصالحها وحولت هذه المجتمعات إلى أبنية اجتماعية تابعة متخلفة ولقد نتج هذا التخلف ‏أخذ الفوائد من هذه المجتمعات ونقلها إلى مراكز النظام الرأسمالي العالمي.
يتم تحليل التغيرات الاجتماعية التي تحدث في دول العالم الثالث من خلال تحليل النظام الرأسمالي وتطور النظام الرأسمالي عبر الزمن، والعمل على تحليل القوانين التي عمل من خلالها النظام الرأسمالي التي أحدثت في النظام الرأسمالي أشكال متعددة ومختلفة من المجتمعات التابعة والمتخلفة.

دور النظام الرأسمالي في حدوث التغيرات في دول العالم الثالث:

حيث أن النظام الرأسمالي قد سيطر على مجموعة من النظم غير الرأسمالية وأخضعها إلى سيطرة النظام الرأسمالي بشكل اقتصادي وسياسي وعسكري، وقد قام النظام الرأسمالي بأخذ الفائض من إنتاج هذه الدول ونقلها بشكل مستمر إلى المراكز الرأسمالية في العالم.
وبالتالي أصبحت العلاقات في داخل النظام الرأسمالي علاقات غير متكافئة وأطلق على هذه العملية التبادل اللامتكافئ والذي يعني الاستيلاء والاحتكار على موارد الإنتاج والسيطرة والتحكم به من قبل النظام الرأسمالي، وهذا الأمر يؤدي أن تبقى الدول المتخلفة عاجزة.
وإن عملية التبادل غير المتكافئ جعلت من العالم دول متخلفة وفقيرة ودول غنية ومتقدمة وهذه الدول ترتبط بنظام تقسيم العمل الذي يقوم على تخصيص أدوار معينة ومتخصصة لكل نظام سواء كان نظام سياسي أو نظام اقتصادي أو نظام عسكري.
تقوم جميع البنى الطبقية والاجتماعية والسياسية والثقافية على دعم هذه العلاقات غير المتكافئة وذلك يكون لمصلحة الطبقة البرجوازية، فتقوم الطبقة البرجوازية العالمية بالاتفاق مع البرجوازيات المحلية من أجل تسهيل عملية نقل الزائد والفائض الإنتاج ودعم العلاقات غير المتكافئة.


شارك المقالة: