اقرأ في هذا المقال
- دور التكنولوجيا في الحياة اليومية للإنسان في حدوث التغير الاجتماعي
- التحول من العمل اليدوي إلى الآلي ودوره في التغير الاجتماعي
- التخصص ودوره في حدوث التغير الاجتماعي
- تغير الثقافة والناس ودوره في حدوث التغير الاجتماعي
- التعقيد وسرعة الحركة ودورها في حدوث التغير
يسعى الإنسان جاهداً التكيف مع بيئته ويكون الجانب الأكبر من هذه التكيف التغير في العادات المألوفة من أجل مواجهة الظروف الجديدة التي يواجهها.
دور التكنولوجيا في الحياة اليومية للإنسان في حدوث التغير الاجتماعي:
هذه القدرة الفريدة على التكييف جاءت بسبب ذكاء الإنسان الذي يميزه عن بقية الكائنات الحية والذاكرة القوية لديه، وقدرته على الرؤية وحل المشاكل جعل في أماكنه التأثير على البيئة الطبيعية وذلك بعد أن عرف طبيعتها وأعاد تشكيلها تبعاً لرغباته واحتياجاته وخلق المناهج والوسائل تغييرها.
ولهذا تكون كل أداة او التحول أو اختراع خاص بالإنسان والاختراع لا يقتصر على الأدوات الآلية بل إنه قد يكون فكرة أو طريقة جديدة في هذه الحياة، ولهذا فإنه جوهر الاختراع يمكن في فكرة يصل إليها الإنسان لحل المشاكل التي تعترض حياته اليومية، ونمو جميع الحضارات في الماضي والحاضر ما هو إلا تراكم للأفكار فالناس يعيشون وراء الأشكال المادية المتراكمة للحضارة التي هي خلاصة قرون عديدة.
التحول من العمل اليدوي إلى الآلي ودوره في التغير الاجتماعي:
من أوائل النتائج التي ترتبت على التغير والنمو التكنولوجي انتقال العمل اليدوي البسيط والذي كان يعتمد على المهارة الفردية إلى الآلية الكاملة والتي قللت من شأن القوة العضلية للإنسان.
الوقت الذي تغيرت فيه قوة الدفع الآلية من وظيفة العامل ومسؤولياته ولم يعد العمل يعتمد على المهارة الشخصية، وقد صاحب التقدم المستمر في الآلات زيادة ثابتة وسريعة في قوة الإنتاج والتي ظلت تنمو بمعدلات ثابتة، مما ترتب عليه تخفيض ساعات العمل وظهور البطالة في كثير من الأحيان وبشكل عام فإن التغيرات التي قدر لها أن تحول شكل معيشة الإنسان في العالم كانت بدايتها عندما اكتشف قوة البخار وأحدثت الثورة صناعية.
التخصص ودوره في حدوث التغير الاجتماعي:
ليس هناك شك في أن التكنولوجيا غيرت بعمق دور العامل في عملية الإنتاج، فقد تغيرت قوة الدفع الآلية بوضوح وظيفة ومسؤولية العامل، الذي كان يتعامل منذ وقت قصير مع المادة الخام وتقدم معتمد على نفسه وكانت المنتجات الجاهزة مطبوعة بطابع شخصي وتنسب إلى صاحبها.
أما بعد ظهور الآلات التكنولوجية وعقب مجموعة الخطوات لعملية الإنتاج أصبح العامل مجرد تابع للآلة، وقد أصبحت العملية على وجه العموم هي انطباع العبقرية الخلاقة للمهندس أو فريق العلماء أما العامل العادي فقد أصبح مجرد إنسان أوتوماتيكي على درجة عالية من التخصص.
تغير الثقافة والناس ودوره في حدوث التغير الاجتماعي:
كل أداة تكنولوجيا حديثة تلاقي في بداية ظهورها رفض ومقاومة، إلى أن تثبت جدارتها وفائدتها، ومقاومة التجديدات تعتمد على اتجاهات وعادات وتقاليد أفراد المجتمع، فعواطف الناس نحو المألوف القديم تؤدي إلى الخشية من الجديد، ولكن ربما يكون حب الاستطلاع والإقدام على معرفة الجديد والرغبة في استعمال واقتناء ما هو جديد، إلا أنه عدم التأكيد من الجديد بصفة عامة يؤدي إلى الاكتئاب والخوف منه ويرجع الخوف من الجديد في أغلب الأحيان إلى الجهل أو الأفكار الخاطئة عن التجديد أو النتائج التي سوف تترتب عليه.
بشكل عام هناك نوعان من العمليات في النسق الاجتماعي عمليات حفظ أو تميل إلى المحافظة على بناء النسق وعمليات تميل إلى تغيير، وعادة يحدث صراع بين القديم والحديث إلى أن يثبت أحدهما كفاءته وفائدته ويؤكد حقه في البقاء والقضاء على الآخر.
والعنصر الجديد لا يسمح فقط بإغناء وتحسين الحضارة بدون تعديل مكوناتها بل إنه يؤدي إلى منح طريق جديد من أجل التغير الثقافي والاجتماعي، ويصل الأمر أحياناً لدرجة تمزيق وتفتيت معظم الهيئات الأساسية في المجتمع بظهور الزراعة، غير الناس الرحل وغير كل طرقهم في الحياة، وظهور بعض السمات الثقافية القائمة وإجبار بعض السمات الأخرى على النمو.
التعقيد وسرعة الحركة ودورها في حدوث التغير:
تكون أنماط التنظيم في المجتمع الصناعي واحدة من ضمن الآلات الكبيرة، والتي يكون لها آلاف من الأجزاء المختلفة وكل منها يؤدي وظيفة معينة، ويكون مع بقية الأجزاء شكل متناسق في العلاقات بين عامل وآخر وبين العمل والإدارة، وبين المزرعة والمصنع وبين منطقة وأخرى وبين الصناعة والتجارة والإنتاج والتوزيع والاقتصاد والحكومة والعمل والترفيه وكل هذه العوامل وصلت إلى درجة من التعقيد بحيث أصبحت فوق مستوى القوة العقلية المفردة.
لدرجة أنه عندما يحاول الأفراد تتبع نسق الاتصال من خلال تشعباته بدءً من المركز الرئيسي للمال والقوة هبوطاً إلى الحقل والغابة والمنجم والمراكب التي تستخدم للصيد والعودة من جديد فإن الفرد يجهد قدرته على التخيل.