قصة أغنية إلى عرفات الله:
بعد مرور عام على إطلاق أغنية “ولد الهدى“، رجعت كوكب الشرق الست أم كلثوم التنقيب والبحث في ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي، فقامت باختيار اثنان وعشرون بيتاً من قصيدة شوقي “إلى عرفات الله”، حيث أنّ هذه القصيدة تلخص وتصور لنا مشاهد الحجيج، من زيارة بيت الله الحرام في مكة، والمسجد النبوي في مدينة رسول الله، حيث قامت بعد اختيار هذه الأبيات بعرضها على الموسيقار والملحن رياض السنباطي، حيث بذل السنباطي جهداً خلاقاً في التعبير عن هذه المشاهد المؤثرة، وبلحن صوفي يلفه الجلال والخشوع والضراعة.
كلمات أغنية إلى عرفات الله:
كلمات: أحمد شوقيألحان: رياض السنباطي
إلى عرفات الله يا خير زائر .. عليك سلام الله في عرفات.
ويوم تولي وجهة البيت ناضرا .. وسيم مجال البشر والقسمات.
على كل أفق في الحجاز ملائكة .. تزف تحايا الله والبركات.
لدى الباب جبريل الأمين براحه .. رسائل رحمانية النفحات.
وفي الكعبة الغراء ركن مرحب .. بكعبة قصاد وركن عفات.
وزمزم تجري بين عينيك أعينا .. من الكوثر المعسول منفجرات.
لك الدين يارب الحجيج جمعتهم .. لبيت طهور الساح والشرفات.
أرى الناس أفواجا ومن كل بقعة .. إليك إنتهوا من غربة وشتات.
تساووا فلا الأنساب فيها .. تفاوت لديك ولا الأقدار مختلفات.
ويا رب هل تغني عن العبد حجة .. وفي العمر ما فيه من الهفوات.
ولا حملت نفسا هوا لبلادها .. كنفس في فعلي وفي نفساتي.
وقدرت زاري وذلي وخشية .. وجئت بقلب شافعا وشكات.
ويا رب هل تغني عن العبد حجه .. وفي العمر ما فيه من الغفوات.
وتعلموا ما أذيت نفس .. ولم أضر .. ولم أبغي في جهر … .
ولا حملت نفسا هوا لبلادها .. كنفس في فعلي وفي نفساتي.
وقدرت زاري وذلي وخشية .. وجئت بقلب شافعا وشكات.
وأنت ولي العفو فأمحو بناصع .. من الصفح ما سودت من صفحات.
وأنت ولي العفو فأمحو بناصع .. من الصفح ما سودت من صفحات.
ومن تضحك الدنيا إليه فيغترر .. يمت كقتيل الغيد بالبسمات.
إذا زرت بعد البيت قبر محمد .. وقبلت مثوى الأعظم العطرات.
وفاضت من الدمع العيون مهابة .. لأحمد بين الستر والحجرات.
وأشرق نور تحت كل سنية .. وضاء أريج تحت كل حصاة.
فقل لرسول الله يا خير مرسل .. أبثك ما تدري من الحسرات.
شعوبك في شرق البلاد وغربها .. كأصحاب كهف في عميق سبات.
بأيمانهم نوران ذكر وسنة .. فما بالهم في حالك الظلمات.
وقل ربي وفق للعزائم أمتي .. وزين لها الأفعال والعزمات.