قصة أغنية وَحدُن بيبقوا
تعتبر أغنية وَحدُن بيبقوا التي قامت قيثارة الغناء السيدة فيروز بغنائها من أجمل الأغاني المستوحاة من قصص حقيقية، حيث أنها تتحدث حول ثلاثة شبان في مقتبل العمر، عزموا على التضحية بأرواحهم من أجل قضيتهم التي يؤمنون بها، ويذكر أن الشاعر طلال حيدر كان يهوى الجلوس بعيداً عن الناس حيث كان يذهب إلى الإستراحة في بيت بعيد في إحدى الغابات في لبنان من أجل كتابة الشعر، فهو كان يهوى الهدوء، ومن أجل ذلك نجد أن جميع إبداعتة الشعرية كانت تأتي وهو في قمة تركيزه دون وجود أي ضوضاء.
وللصدفة وهو في خلوتة في ذلك البيت، أتى إليه ثلاثة شبان ومروا من عنده، وألقوا عليه السلام، وعند عودتهم بعد فترة من الزمن ألقوا عليه السلام مرة أخرى، وفي ليلة أخرى عاد أولئك الشبان الثلاثة، وألقوا عليه السلام، وكالمرة السابقة عادوا بعد فترة من الزمن، وتكرر ذلك الأمر لأكثر من ليلة، وهو الأمر الذي أدى به إلى الشك بهم، فأراد أن يعرف إلى أين يذهبون ومن أين يأتون، وفي تلك الليلة أتى أولئك الشبان الثلاثة وردوا عليه السلام، فقرر أن يسألهم عند عودتهم، ولكنهم لم يعودوا بالرغم من أنه انتظرهم لفترة طويلة.
وبالصدفة اكتشف في اليوم التالي من خلال الصحف بأن هؤلاء الشبان الثلاثة قد استشهدوا، فهم كانوا يعبرون من لبنان إلى فلسطين ليلاً ليقوموا بتنفيذ العمليات الإنتحارية ضد قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي، وعندها قام بتأليف هذه القصيدة، والتي كانت من ألحان الابن الأكبر للسيدة فيروز زياد عاصي الرحباني.
كلمات أغنية وَحدُن بيبقوا:
كلمات: طلال حيدرألحان: زياد الرحباني
وَحدُن بيبقوا مِتِل زَهِر البيلَسان.
وَحدُهُن بيقطُفو وراق الزَمان.
بيسَكِروا الغَابِي.
بيضَلهُن مِتلِ الشِتي يدقوا عَلى بوابي.
عَلى بوابي.
يا زَمَان.
يا عِشِب داشِر فَوق هَالحيطان.
ضَوَّيت وَرد الليل عَكتابي.
بِرج الحَمام مسَوَّر وَ عَالي.
هَج الحَمام بقِيت لَحالي لَحالي.
يا ناطِرين التَلج ما عاد بِدكُن تِرجَعوا.
صَرِّخ عَليهُن بِالشِتي يا دِيب بَلكي بيسمَعوا.
وَحدُن بيبقو مِتل هَالغَيم العَتيق.
وَحدُهُن وجوهُن وَ عَتَم الطَريق.
عَم يقطَعوا الغَابي.
وبإيدهُن مِتل الشِتي يدقوا البِكي وَ هِنِّي عَلى بوابي.