قصة أغنية يا رايح:
تعتبر هذه القصيدة والتي بقيت أكثر من عشر سنوات دون تلحين حتى رأت النور من أجمل أغاني قيثارة الغناء العربي نهاد حداد الشهيرة بفيروز، فهي قصة من تلك القصص التي كتبها الشاعر اللبناني طلال حيدر، حيث أنه في إحدى الليالي من عام 1982 وخلال اجتياح قوات الإحتلال الإسرائيلي لمدينه بيروت، اجتمع ثلاثة أشخاص مع بعضهم البعض في إحدى البيوت، وهم الشاعر اللبناني طلال حيدر، والملحن اللبناني فيلمون وهبي، والابن الأكبر للسيدة فيروز والسيد عاصي الرحباني، السيد زياد عاصي الرحباني.
ومن الطبيعي أن كل شخص يواجه العدو بما يملك من أسلحة، فالجندي يواجه العدو ببندقيته وبما يملك من سلاح، أمّا الشعراء والأدباء فإنهم يواجهون العدو بقلمهم وكتاباتهم من شعر وروايات وقصص وخواطر، ومن هنا بدأ الشاعر طلال حيدر الجلسة، وبما أملاه عليه فكرة وخاطرة وسريرته ألقى هذه القصيدة، وكان من ضمن ما ألقى:
يا رايح صوب مشرق … شرق ما بو ربيعي.
راحوا يرعوا غنمهن … والعشب فوق ضلوعي.
و أيام الغابن ولفي لعدن عأصابيعي.
و عتم علينا يا ليل و ضيعي يا حلوة ضيعي.
وعندما سمع الملحن فيلمون وهبي هذه الأبيات، قام بتلحينها فوراً، أما زياد الرحباني فبادر إلى إحضار المسجل وبدأ بتسجيل تلك الأبيات، من أجل الاحتفاظ بها، ومع مرور الوقت والزمن وبعد ما يقارب العشر سنين من ذلك العام عاد السيد زياد الرحباني إلى هذا الشريط، وأعاد توزيع هذه الأغنية، حيث قدمتها السيدة فيروز ضمن ألبوم يا ر ايح وتحديداً في عام 1994.
كلمات أغنية يا رايح:
كلمات: طلال حيدرألحان: فيلمون وهبي
يا رَاعِي القَصَب مَبحوح جَايي عَبالي شروقي.
قِللو للقَصَب ما يبوح بِالِسر اللي بِعروقي.
و إن ضِعنا سَوى بهَالليل خَلي صُوتَك مَسموعي.
يا رايح صُوب مشَرِق شَرِق ما بو رَبيعي.
راحوا يرعوا غَنَمهُن وَ العِشِب فوق ضلوعي.
وَأيَّام الغابن وِلفي لَعِدُّن عَأ صابيعي.
وَ عَتِّم عَلينا يا لَيل وَضيعي يا حِلوة ضِيعي.
قالولي إنِّي عَشقان وَ أنِّي مِش داري بحالي.
بين الصَّاحي وَ الغَفيان لَمَحِت خيالَك قبالي.
كاَن الصُبُح شِنِّو بان وَ أدانِ الصُبُح عَالي.
وَ نَازِل مِن صوبُن مِرسال وَ مِن عِيني نِزلوا دموعي.