أغنية أنا وشادي

اقرأ في هذا المقال


أغنية “أنا وشادي” هي إحدى روائع الفنانة فيروز والأخوين رحباني، والتي حفرت اسمها في ذاكرة الأجيال. هذه الأغنية ليست مجرد لحن جميل وكلمات عذبة، بل هي لوحة فنية تعبر عن مجموعة من المشاعر الإنسانية المتشابكة، والتي تتراوح بين البراءة والطفولة، والحرب والضياع.

قصة أغنية أنا وشادي

أطلت علينا السيدة فيروز بأغنية أنا وشادي، حيث أنها تسرد لنا قصة الطفل الحالم شادي، والذي قتل بسبب مناوشات بين عدد من الأطراف المتنازعة، فنجد هنا أن السيدة فيروز تسرد لنا هذه الحادثة المفجعة بكامل تفاصيلها، من خلال حركة الزمان، قصة طفولية، حبكة ميلودرامية، وقمه الحدث. فحركة الزمان تتمثل في براءة طفولية في مقتبل العمر، يلعبون مع بعضهما في الأحراش بالهواء النقي، حيث تذكر في البداية:

مِن زَمَان وأنا صغِيرة … كَان فِيه صَبي … يِجي مِن الأحرَاش … نِلعَب أنا وإياه … كَان اسمُّه شَادي.

أما النوستالجيا الطفولية، فتتمثل بالغناء في أيام الصبا، والذي يدل على إيقاع ذو عذوبة ولين، فالهواء يلامس الأحراش والأحجار، ونشاهد ذلك عندما تذكر في أغنيتها:

أنا وَشَادي غنَّينا سَوى … لعبنا عَلى الثَلج رَكَضنا بالهَوى … كَتَبنا عَلى الإحجَار قِصَص صغَار … ولوحنَّا الهَوى.

أما الحبكة المليودرامية، فتذكر قصة الطفل شادي، وكأن الزمان والمكان حضرا في آن واحد، وذلك بسبب أن العداوة والعنف غالباً ما يحصد ثمارة الصغار، فالأطفال هم في الغالب ضحية العنف، وهنا تصور لنا أن الطفل شادي يركض ولا يدرك ماذا يجري، حيث أنه اقترب من المكان وأصبح على الحافة، وهنا تذكر ذلك في أغنيتها:

وَيومٍ مِنَ الأيام وَلَعت الدِني … نَاس ضِد نَاس عِلقو بِها الدني … وصَار القِتال يُقرُب عَ التلال … والدِني دِني وعلقَت عَلى أطرافِ الوادي.

أما قمة الحدث وذروته، فنجدها من خلال سرد هذه القصة، التي تحاول أن نبقى متيقضين إلى كيفيه مسار الحدث، وما الذي سوف يحصل لاحقاً، من خوف وهلع وقتل، حيث تستمر في النداء على الطفل شادي الذي قتل دون أن يكون له ذنب في شيء، وهو الأمر الذي يتكرر مع الكثير من الأطفال الذين عانوا ويعانون ممّ لاقاه الطفل شاد، وهنا تذكر في أغنيتها:

شَادي رَكَض يتفَرَج … خِفت وصُرت أندَهلُه … وَينَك رَايح يا شَادي … أندَهلُه وما يسمَعني … وَيبعِد يبعِد بالوادي.

وهنا مر الزمان وتسارعت السنوات وكبرت فيروز، وما زالت تذكر ذلك الطفل المدعو شادي، وما الذي حصل معه، حيث أنه ما زال طفلا صغيراً جميلاً يمسك الثللج ويذهب به في شتّى الجهات، وتستمر هنا فيروز في مناجاته والنداء علية، حيث تذكر في أغنيتها:

والتَلج إجى وَراح التَلج … عِشرين مَره أجى وَراح التَلج … وأنا صِرت أكبُر وَشادي بَعدُه صغير … عَم يلعَب عَلى التَلج.

كلمات أغنية أنا وشادي

كلمات وألحان: الأخوين رحباني:

مِن زَمان أنا وِصغِيرة.
كَان في صَبي يِجي مِن الحراش.
ألعَب أنا وياه.
كَان اسمُّه شَادِي.
أنا وشَادِي غَنِّينا سَوى.
لعِبنَّا عَلى التَلج.
رَكَضنا بِالهَوا.
كَتَبنَّا عَلى الأحجار قِصَص صغار.
وَلوحنَّا الهَوا.
وَيَوم مِن الأيَّام وَلَّعت الدِني.
وَالدِني دِني.
وَعِلقَت عَلى أطرف الوادي.
شَادي رَكَض يتفَرج.
خِفت وِصِرت أندَهلُه.
وَينَك رايح يا شَادِي.
أندَهلُه وَما يسمَعني.
وَيبعِد يبعِد بِالوادي.
وَمِن يَومتَّها ماعُدِت شُفتُه.
ضَاع شَادِي.
وَالتَلج إجا وَراح التَلج.
عِشرين مَرة إجا وراح التَلج.
وَانَّا صِرت أكبَر وَشَادِي بَعدُه صِغير.
عَم يلعَب عَالتَلج.


شارك المقالة: