ما هي الأفكار الرئيسية والإنجازات في الفن اليوناني الكلاسيكي؟
أولا: سرعان ما أصبح الشكل البشري المثالي هو أرفع موضوع للفن الكلاسيكي في اليونان وكان الأساس لمعيار الجمال الذي سيطر على قرون عديدة من الفن الغربي. كما وتم تأسيس المثل الأعلى للجمال اليوناني في قانون النسب، وذلك بناءً على النسبة الذهبية ونسبة أطوال أجزاء الجسم إلى بعضها البعض، والتي تحكم تصوير الشخصيات من الذكور والإناث.
ثانياً: في حين أن النسب المثالية كانت ذات أهمية قصوى، سعى الفن الكلاسيكي إلى مزيد من الواقعية في الرسوم التشريحية. حيث جاءت هذه الواقعية أيضًا لتشمل الواقعية العاطفية والنفسية التي خلقت توترات دراماتيكية وجذبت المشاهد.
ثالثاً: بدأت تصميمات المعابد اليونانية ببساطة وتطورت إلى هياكل أكثر تعقيدًا وزخرفة، لكن المهندسين المعماريين لاحقًا قاموا بترجمة التصميم المتناسق والأعمدة الخارجية إلى مجموعة من المباني الحكومية والتعليمية والدينية على مر القرون لنقل الشعور بالنظام والاستقرار رجوعاً إلى الفن الكلاسيكي.
رابعاً: ربما كانت مصادفة، ولكن مثلما كشفت الحفريات الأثرية المتزايدة عن أمثلة عديدة للفن اليوناني (الكلاسيكي) والروماني، حيث أنه تم تطوير مجال تاريخ الفن كمسار علمي للدراسة من قبل أمثال المؤرخ الفنان وعالم الآثار يوهان فينكلمان. فينكلمان، الذي غالبًا ما يُعتبر والد تاريخ الفن، حيث أنه أسس نظرياته عن تطور الفن على تطور الفن اليوناني الكلاسيكي، والذي كان يعرفه إلى حد كبير فقط من النسخ الرومانية. ومنذ منتصف القرن الثامن عشر، ارتبط الفن بالتقاليد التاريخية والكلاسيكية بشكل وثيق.
خامساً: بينما ترتبط المنحوتات والآثار اليونانية والرومانية بنقاء الرخام الأبيض في العقل الغربي، كانت معظم الأعمال في الأصل متعددة الألوان، ومطلية بألوان متعددة نابضة بالحياة. حيث كشفت الحفريات في القرن الثامن عشر عدد من المنحوتات مع آثار اللون، ولكن رفض مؤرخي الفن وأشارت النتائج بانها شاذه. وفي أواخر القرن العشرين فقط قبل العلماء أن التماثيل بالحجم الطبيعي وأفاريز المعابد بأكملها كانت في الواقع مرسومة بألوان زاهية وزخارف عديدة؛ مما أثار العديد من الأسئلة الجديدة حول افتراضات تاريخ الفن الغربي وكشف عن قرون من الزمان، ولم تكن المقلدات الكلاسيكية في الواقع تقليدًا بل كانت تستند إلى مُثُل حنين للماضي.
