ما هي الأفكار الرئيسية والإنجازات لفن الجسد؟
أولا: نشر فن الجسد الحجاب بين الفنان والعمل الفني من خلال وضع الجسم في المقدمة والوسط كممثل ووسيط وأداء وقماش. وتم محو الخطوط بين الرسالة والرسول أو الخالق والخلق، ممّا أعطى معنى جديدًا، وضاعف فكرة منظور الشخص الأول الأصيل.
ثانياً: في جو ما بعد الستينيات من تغيير الأعراف الاجتماعية والمواقف المتجمدة تجاه العري، أصبح الجسد أداة مثالية لجعل الشخصية السياسية شخصية معروفة. فما الذي يمكن أن يكون أكثر توضيحًا لمشاعر الفنان وآرائه وصوته أكثر من التمثيل الحرفي المباشر للذات كقناة رئيسية للتواصل في إيضاح نقطة ما؟ خاصةً في قضايا الأزرار الساخنة في ذلك الوقت، وأصبح استخدام الجسد وسيلة للفنان لربط الفرد بالتجربة الإنسانية العالمية، حيث يطلب شخص واحد من الآخرين أن يتردد صداها ككل.
ثالثاً: من خلال إجبار الجمهور على المشاركة في كثير من الأحيان في تجربة عنيفة أو صادمة أو لا يمكن تصورها، طلب فن الجسد من مشاهديه التفكير في الدور الذي كانوا يلعبونه في الأماكن المظلمة وغير المريحة بين المتفرجي الأبرياء والمتلصص اللوام.
رابعاً: يمكن النظر إلى فن الجسد باعتباره سلفًا للقبول العام السائد اليوم للوشم أو الثقب أو التندب أو تزيين الجسم بطريقة أخرى كوسيلة لتأسيس الفردانية الخاصة به، وكذلك الروابط مع أشكال معينة من المجتمع والعقلية المتشابهة.
فن الجسد والثورة الثقافية:
كانت ولادة فن الجسد خلال الثورة الثقافية في الستينيات في توقيت جيد بسبب المواقف الأكثر استرخاء التي تؤثر على العالم الغربي. حيث أنه خلق عصر الحب المجاني والعقاقير المخدرة حريات جديدة لكل من الرجال والنساء في شكلهم وتصرفهم. وكانت التوقعات المجتمعية فضفاضة وكان الناس قادرين على التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر جدوى من خلال ملابسهم ومظهرهم.
كما وكان استخدام الجسد في الإدلاء ببيانات سياسية وجنسية أمرًا حادًا، لكن لم يكن ذلك بعيدًا جدًا في عالم محاصر بإحساس جديد بالأنماط البرية مع التركيز على الحرية الشخصية والتمكين. ولقد كانت أيضًا حقبة من النشاط السياسي والاجتماعي، حيث كانت حشود من الطلاب تحتج على حرب فيتنام، والتسلح النووي، وانعدام الحقوق المتساوية والعديد من القضايا الأخرى في كثير من الأحيان باستخدام أجسادهم كحواجز أو دروع أو مجرد وجود ثابت.
