التصوير الفوتوغرافي السردي

اقرأ في هذا المقال


التصوير السردي هو إمكانية استخدام الصور لرواية قصة، تتمتع الصور بقدرة فريدة على نقل رسالة وإخبار قصة، سواء كان ذلك شيئًا واضحًا، مثل جمال الزهرة أو الاحتفال بعطلة، أو شيء أكثر تعقيدًا وتجريدًا.

ما هو التصوير السردي

يمكن للطريقة التي يختار بها المصور استخدام الأدوات الموجودة في كاميرته ومجموعة الأدوات الإبداعية أن توضح ما إذا كانت الصورة تسرد قصة بشكل فعال وتترك للمشاهد انطباعًا يتجاوز ما هو واضح، وتميل الصور التي تثير شعورًا مثل السعادة أو الصدمة أو الفكاهة إلى أن تكون أكثر صورًا لا تنسى.

والسرد هو سرد لحدث أو لحظة من الزمن، مما يجعل التصوير الفوتوغرافي الوسيط المثالي لبناء السرد، أما الصورة هي مجرد وسيلة لتوثيق لحظة واحدة في الوقت المناسب، ومع ذلك يمكن أن تكون النظرات الأولى خادعة؛ لأن كيفية صنع الصورة لها تأثير كبير على كيفية تفسير المشاهد لها.

وفي التصوير الفوتوغرافي يرتبط السرد بفكرة السياق، بغض النظر عن مدى اكتمال أو شمول السرد سيكون دائمًا نتاج تضمين بعض العناصر واستبعاد البعض الآخر، والتضمين أو الاستبعاد هو جزء مما يدور حوله البناء، ولكن معرفة ما هو أفضل تضمينه أو استبعاده يتطلب فهم السياق، وفهم السياق يتطلب من رواة القصص المرئية أن يكونوا باحثين بارعين.

إعدادات التصوير السردي

1- سرعة الغالق وفتحة العدسة في التصوير السردي

من المحتمل أن يكون التحكم في سرعة الغالق وفتحة العدسة إحدى المهارات الأولى التي نتعلمها للحصول على صورة مكشوفة بشكل صحيح كما يجب أن نتعلم، يتم استخدام التركيبات الصحيحة لسرعة الغالق وفتحة العدسة وISO في كل مرة نلتقط فيها كاميراتنا، اعتمادًا على حالات الإضاءة يمكن تغيير عناصر التحكم هذه لإظهار الحركة (سرعة الغالق) والعمق (الفتحة)، ويمكن استخدام هذه التمثيلات المرئية للفتحة وسرعة الغالق لإنشاء سرد داخل التصوير الفوتوغرافي الخاص.

2- اللون مقابل الأسود والأبيض في التصوير السردي

يمكن أن يكون لاختيار استخدام اللون أو الأبيض والأسود في الصور تأثير كبير على كيفية عرض الصور، في حالات معينة يسمح غياب اللون للمشاهد بالتركيز فقط على الأشكال والأشياء، والاختلافات بين الظلام والضوء داخل الصورة، عن طريق إزالة اللون في صورة ما، وقد تزيد أو تنقص شِدّة كائنات معينة اعتمادًا على الموضوع.

3- اختيار العدسة في التصوير السردي

تُعَدّ العدسات جزءًا أساسيًا من مجموعة أدوات أي مصور، إنها تسمح للمصورين بالتركيز على الأشياء الموجودة على مسافات مختلفة داخل الإطار، لدينا خيار التصوير في المقدمة أو الخلفية أو أي شيء بينهما، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع العدسات المختلفة بخصائص بصرية مختلفة، والتي يمكن أن تؤكد العمق أو مجال الرؤية، أو تشوه كيف نرى ما هو أمامنا حقًا.

وبالنسبة للعدسات ذات الزاوية الواسعة  هذه العدسات التي يتم التقاطها بطول بؤري قصير تتراوح عمومًا من 16 إلى 35 ملم، حيث يتيح استخدام هذه العدسات للمصورين إنشاء صور تجلب المشاهد إلى المشهد مباشرة، بمعنى ما أننا نضع المشاهد في الموقف، حيث تجبر العدسات ذات الزاوية الواسعة المصور على أن يصبح جزءًا من المشهد، كما أنها فعالة للغاية في إعداد المشهد.

كيفية استخدام عدسة واسعة الزاوية في التصوير السردي

تم استخدام عدسة بزاوية واسعة في هذه الحالة لتضمين الكثير من المعلومات في صورة واحدة مع استمرار تركيز معظم الانتباه على الموضوع، وعند استخدام عدسة بزاوية واسعة يجب أن يكون المصورون على دراية كبيرة بالحد من عدد العناصر المشتتة للانتباه في الصورة خاصة بين المقدمة والخلفية.

وبالنسبة العدسات العادية تُستخدم هذه العدسات في معظم المواقف؛ لأنها تصلح لإنشاء صور تشبه إلى حد كبير ما تراه أعيننا حقًا، تتراوح العدسات العادية بين 35-70 مم، وهي أدوات مفيدة عند إنشاء صور لسرد القصص.

وهناك عدسات مقربة تتمتع هذه العدسات بطول بؤري أطول، مما يؤدي إلى عرض المشاهد على المشهد. وهي تقوم بالسماح للمصور بتصوير الأشياء البعيدة دون أن يقترب من الموضوع، وتتمتع العدسات المقربة عمومًا بعمق مجال ضحل كثيرًا، مما قد يكون مفيدًا لعزل أجزاء معينة من المشهد.

وفي النهاية يمكن السؤال هل يمكن للتصوير الفوتوغرافي أن يروي قصة أو يخلق قصة؟ القصة عبارة عن سلسلة من الأحداث تتكشف بمرور الوقت، ولكن الصورة هي لحظة واحدة مجمدة في الوقت الذي تمت إزالته من الجدول الزمني، بعبارة أخرى، فإن التصوير الفوتوغرافي كوسيلة يكاد يكون غير قادر تمامًا على إنشاء قصة، ومع ذلك في مقالها (السرد المصور)، بهذه الطريقة يمكن للصورة أن تصور لحظة داخل قصة أكبر، ويمكن للمشاهد أن يعتمد على القصة التي يعرفها بالفعل.


شارك المقالة: