اقرأ في هذا المقال
نبذه عن الرسم الميداني الملون:
الرسم الميداني الملون (Color Field Painting): هو مصطلح يشير إلى نمط معين من التعبيرية التجريدية الأمريكية، المرتبط بمدرسة نيويورك للفن الحديث. رائدها الرسام كليفورد ستيل (1904-1980)، وبارنيت نيومان (1905-1970)، ومارك روثكو (1903-1970)، وتميز هذا الفن بمجالات كبيرة من الألوان المسطحة والصلبة التي غطت المتفرج عند رؤيتها من أماكن قريبة. وتعمد على تجنّب تصوير الأشكال التي تبرز في الخلفية. بدلاً من ذلك الشكل والخلفية والأرض والصورة التي تُرى على أنها حقل وليس نافذة. حيث تجذب العين إلى ما وراء حواف اللوحة.
كما وتم تصميم الأسلوب قبل كل شيء ليكون له تأثير عاطفي على المشاهد. وخلال أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، طور جيل ثان من التعبيريين الأمريكيين أسلوب غير شخصي أكثر شكلية من الرسم الميداني الملون، بما في ذلك الرسامون التجريديون هيلين فرانكينثالر، وموريس لويس، وكينيث نولاند، وجول أوليتسكي، وهو أسلوب خالي من جميع العناصر العاطفية والروحية.
السمات الرئيسية للرسم الميداني الملون:
- يتم تقديم الألوان المحلية الزاهية في أشكال محددة يمكن أن تكون غير متبلورة أو هندسية، ولكن ليست مستقيمة للغاية.
- الإثارة تأتي من التوتر بين الألوان والأشكال، وهذا هو موضوع العمل الفني.
- يؤدي تكامل الأشكال من خلال التداخل إلى تشويش الفروق المكانية، بحيث لا يكون هناك تقريبًا أي إحساس بالصورة مقابل الخلفية، وهذا ما يسميه مؤرخو الفن ب “الشكل والأرض”. وفي بعض الأحيان، يبدو أن الأشكال تظهر وتغمر في الألوان المحيطة.
- عادة ما تكون هذه الأعمال كبيرة جدًا، مما يشجع المشاهد على تجربة اللون على أنه مساحة شاسعة وغامرة مجال من الألوان.
تاريخ الرسم الميداني الملون:
ظهرت اللوحة الميدانية الملونة كنتيجة لمحاولات مستقلة مختلفة من قبل ستيل وروثكو ونيومان، خلال أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، لإنشاء شكل أبدي للفن قد يتجاوز الانهيار الأخلاقي الناجم عن الفوضى والمذابح في الحرب العالمية الثانية، وهو نوع من الرسم الذي يتحدث عن نفسه. كما رفضوا جميع أشكال الفن التمثيلي أو التصوير، وتجنبوا أيضاً المصطلح التعبيري التجريدي الإيمائي للفنان وليام كونينج (Willem de Kooning)، و جاكسون بولاك (Jackson Pollock)، على الرغم من أنه يمكن اعتبار رسم فن الحركة الأخير محاولة رائدة لإنشاء حقل شامل من الألوان.