العلاج بالموسيقى ودوره في تحسين الذاكرة

اقرأ في هذا المقال


الموسيقى والذاكرة:

تستخدم الموسيقى في تحسين الذاكرة والإدراك وحتى المزاج، من خلال مساعدة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة على اتباع روتينهم، كذلك مساعدة مُقدّمي الرعاية على التواصل والاتصال بشكل أفضل. والموسيقى هي طريقة فعّالة وغير دوائية لعلاج السلوكيات السلبية المرتبطة بمرض الزهايمر والخرف، كما أنها لديها القدرة العميقة على تقليل التوتر وتقليل القلق وعدد من الأعراض الشائعة بين المصابين بالخرف.

وفي الواقع، يستخدم المعالجون العلاج بالموسيقى لتعزيز الذاكرة والشعور بالذات في علاج كبار السن المصابين بالخرف؛ بحيث يمكن للأعراض السلوكية والنفسية للخرف أن تقلل من جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر وغيرها. وتظهر هذه الأعراض بطرق متنوعة، بما في ذلك الاكتئاب، اضطرابات النوم والشهية، القلق والإثارة، الارتباك والأوهام، الإيقاع والتجوّل.

دور الموسيقى في تحسين الذاكرة:

تُشير الأبحاث إلى أن الاستماع إلى الأغاني أو غنائها، يمكن أن يوفّر فوائد عاطفية وسلوكية للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وأنواع أخرى من الخرف. وغالبًا ما يتم الحفاظ على الذكريات الموسيقية في مرض الزهايمر؛ لأن مناطق الدماغ الرئيسية المرتبطة بالذاكرة الموسيقية غير متضررة نسبيًا من المرض.

وفي عام 2013، سجّلت دراسة حول اختيار عدد من البالغين عشوائياً لواحدة من ثلاث مهام تعليمية، أولاً تحدّث عبارات مجرية غير مألوفة، ثانياً التحدث بنفس العبارات بطريقة إيقاعية وثالثاً غناء العبارات. وعندما سُئِل الباحثون عن تذكّر العبارات، وجدوا أن المشاركين الذين غنوا العبارات لديهم دقة استدعاء أعلى بكثير من المجموعتين الآخرين.

ودفعت الأدلة من هذه الدراسات الباحثين إلى اقتراح الموسيقى قد تساعد في تذكّر الذاكرة للأشخاص، الذين يعانون من اضطرابات معرفية، مثل مرض الزهايمر. وقامت دراسة بنشر تقييم حول قدرة تأثير الموسيقى على استدعاء الذاكرة لدى الأفراد المصابين بالخرف المبكر.

وذكر الباحثون إلى أن الأنشطة الترفيهية الموسيقية المنتظمة، يمكن أن يكون لها فوائد معرفية وعاطفية واجتماعية طويلة الأمد في الخرف الخفيف/ المعتدل. وبالتالي يمكن استخدامها في رعاية الخرف وإعادة التأهيل. وهناك بعض الأغاني لديها القدرة على تذكيرنا بفترات أو أحداث معينة في حياتنا، بعضها يجعلنا نبتسم والبعض نفضل أن ننسى.

سر الذاكرة الموسيقية:

يمكن أن تستمر الذاكرة الموسيقية حتى عندما تتضرر مناطق الدماغ المرتبطة بأشكال أخرى من الاستدعاء؛ بسبب الخرف أو مرض الزهايمر. وتُشير الأبحاث إلى أن الذاكرة الموسيقية محفوظة في الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر؛ لأنها تنطوي على شبكات الدماغ التشريحية المختلفة. وهي مستقلة جزئيًا عن أنظمة الذاكرة الأخرى ويمكن أن تظل سليمة، بينما يتم تشريح الدماغ والوظائف المعرفية.


شارك المقالة: