العوامل البيئية التي تؤثر على الفن

اقرأ في هذا المقال


ما هو أثر العوامل البيئية على الفن؟

سواء كنا نتحدث عن أعمالاً فنية أو ألعابًا عتيقة أو أثاثاً إنجليزياً أو حتى أسلحة نارية أثرية، لا يمكننا التقليل من تأثير الحالة البيئية على قيمة الأشياء الملموسة. ففي بعض الحالات، إن التنقل بين مفاهيم ما يشكل حالة جيدة أو سيئة أمر معقد ومليء بالفروق الدقيقة. حيث يتم تقييم كل فئة من فئات الممتلكات الشخصية أو القطع الفنية القديمة القابلة للتحصيل بناءً على معايير الشروط الخاصة بهذا النوع المعين منها.
على سبيل المثال، قارن بين صندوقين من خشب من القرن الثامن عشر يتشابهان في الحجم والأسلوب والنوع والحرفية. حيث يحمل كل صندوق أكثر من 200 عام من الاستخدام اليومي. كما ويظهر على الأسطح لكل منهما تآكلًا وبعض الخدوش. بالرغم من أنه تم إعادة صقل أحد هذه الصناديق، حيث تعدّ صناديق متأثره بالعوامل البيئية المختلفة. فالقطع الفنية والآثار هي أشياء تتأثر بالعوامل البيئية مهما تم الاهتمام بها وترميمها، فالزمن والوقت له دور كبير في تآكل كل منها.

ما هي العوامل البيئية التي تؤثر على الفن؟

  1. الرطوبة النسبية: هي قياس كمية الماء في الهواء مقارنة بأكبر قدر ممكن من الرطوبة عند درجة حرارة معينة؛ حيث مع ارتفاع درجة الحرارة، يمكن للهواء الاحتفاظ بمزيد من الرطوبة. إذ أنه عندما يكون الهواء رطبًا، يمكن أن تبدأ المواد العضوية مثل الورق وغيره من الأشياء في التحلل. كما وترتبط الرطوبة العالية أيضًا بمعدلات نمو العفن المتسارعة. حيث يمكن أن ينمو العفن على أي ركيزة تقريبًا ومن الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، التحكم فيه بدون خدمات المشرفين الفنيين والأنثربولوجيين والمنقبين المحترفين، ويجب الحفاظ على الرطوبة عند مستوى 40-50٪ وإلا خسرنا القطع الفنية والأثرية وغيرها.
  2. التلوث: يتجسد تلوث الهواء كتراكمات سطحية مثل الجسيمات، والتي تحتوي أحيانًا على مكون زيتي أو لزج يلتصق بالسطح ويعزز التصاق المزيد من المواد والشوائب. حيث يمكن أن تعمل جزيئات التلوث كمواد كاشطة وتتلف سطح الجسم. فإذا كنت تعيش في مدينة ملوثة، فكر في مرشحات الهواء التي تزيل الجسيمات من الأماكن التي تحتوي على الأشياء الثمينة الخاصة بك. حيث أنه كما ذكر، تعتبر الأنشطة البشرية من بين الأسباب الرئيسية لسوء الظروف المناخية. على سبيل المثال، يتم الشعور بتجمع الهواء عندما يصطدم تراكم سطح الجسيمات بالأسطح. ففي بعض الأحيان تحتوي هذه المادة على مكونات لزجة تلتصق بالسطح وتشجع المزيد من المادة على التدهور. وعندما تهبط جزيئات التلوث على سطح ما، يمكن أن تلحق الضرر بالجسم من خلال التآكل. ولا يمكن للفن أن يعيش في مثل هذه البيئة الملوثة.
  3. ضوء الشمس (التحلل الضوئي): هو المصطلح الذي يشير إلى تحلل المادة بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس. حيث تتلاشى الأجسام المعرضة بشكل مفرط بمرور الوقت، وغالبًا دون أن يلاحظ المالك حتى يصبح الضرر غير قابل للإصلاح. كما أن التصوير الفوتوغرافي حساس بشكل خاص.لذلك يجب الحرص على إزالة جميع الأشياء القيمة بعيدًا عن ضوء الشمس المباشر أو الإضاءة القاسية. كما يجب وضع إطارًا للأشياء المهمة وقم بتركيبها باستخدام زجاج بدرجة الحفظ والبلاستيك عالي الشفافية الصلب (plexiglass)؛ لمنع الأشعة فوق البنفسجية من تبييض الجسم.
  4. الماء: يمكن أن يشمل الضرر الناجم عن الماء ارتخاء أو تلطيخ أو تشويه أو تلف سطح جسم ما. إذ عليك تجنّب وضع العناصر الحساسة مثل الأعمال الورقية والتصوير الفوتوغرافي في غرف قريبة جدًا من مصادر المياه الرئيسية، مثل الحمامات والمطابخ وغرف الغسيل.
  5. الاستخدام اليومي: يؤثّر الاستخدام اليومي على الأشياء ذات العمر الكبير، حيث أنه كلَّما زاد عدد الأشخاص الذين يزورون فنًا معينًا، زاد تعرضه للأضرار. وإلى جانب هذا، فإن عمر القطعة يحدد بقاءها. حيث أن الفن هو مصدر فخرنا وثقافتنا، ولكن الخطر الدائم هو أن يجعلنا ننسى جذورنا. فالإبداع جانب حيوي من الحضارة الإنسانية والتنمية. 

على الرغم من أن بعض التآكل والتلف أمر لا مفر منه، إلا أن الاعتدال في هذه العوامل البيئية الخمسة يمكن أن يضيف إلى طول عمر أغلى الأشياء لديك. من خلال الاستمتاع بالفن والأثاث والمقتنيات الأخرى في مكان به رطوبة منظمة وتلوث مع وصول محدود إلى المياه وأشعة الشمس غير المباشرة والاستخدام المصغر للأشياء، كما ويمكن الحفاظ على السلامة المادية وقيمة الممتلكات الشخصية. هذه العوامل يمكن أن تجعل من الصعب على جيلنا المستقبلي تجربة هذا الشعور. على الرغم من أن بعض العوامل تتجاوز الطاقة البشرية، فهناك عوامل أخرى يمكننا منعها لتجنّب المزيد من الخسائر. 


شارك المقالة: