نبذة عن الفن المصري القديم:
أبهرت الأعمال الفنية في مصر القديمة الناس لآلاف السنين، وفي وقت مبكر عن اليونان وفي وقت لاحق الرومان، إذ تأثروا الفنانين في كتبها المصرية والتقنيات وأن فنهم يلهم تلك الثقافات الأخرى حتى يومنا هذا. حيث عُرف العديد من الفنانين من فترات لاحقة، لكن الفنانين المصريين مجهولون تمامًا ولسبب مثير للاهتمام، فنهم كان وظيفيًا وخلق لغرض عملي بينما كان الفن اللاحق مخصصًا للمتعة الجمالية.
حيث أن الفنانون اليونانيون مثل (Phidias) حوالي (490-430) عام قبل الميلاد فهم بالتأكيد الأغراض العملية في إنشاء تمثال لأثينا أو زيوس، لكن هدفه الأساسي كان صنع قطعة مبهجة بصريًا؛ ولجعل الفن كما يفهم الناس هذه الكلمة اليوم، ليس لخلق عمل عملي ووظيفي.
إذ خدم كل الفن المصري غرضًا عمليًا مثل التمثال الذي يحمل روح الإله أو المتوفى، وقبر يظهر لوحة مشاهد من حياة المرء على الأرض بحيث يمكن لروح المرء أن تتذكرها أو مشاهد من الجنة يأمل المرء في تحقيقها حتى يعرف المرء كيفية الوصول إلى هناك، والسحر والتمائم التي تحمي الإنسان من الأذى، ودحر التماثيل الأرواح الشريرة والأشباح الغاضبة، والمرايا اليدوية، ومقابض السوط، وخزائن التجميل كلها خدمت أغراض عملية، وتم استخدام السيراميك للشرب والأكل والتخزين.
على الرغم من أن الفن المصري يحظى بتقدير كبير اليوم ولا يزال يمثل نقطة جذب كبيرة للمتاحف التي تعرض معروضات، إلا أن المصريين القدماء أنفسهم لم يفكروا أبدًا في عملهم بهذه الطريقة، وبالتأكيد سيجدون أنه من الغريب عرض هذه الأنواع المختلفة من الأعمال خارج السياق في قاعة المتحف.
إذ تم إنشاء ووضع التماثيل لسبب محدد وينطبق الشيء نفسه على أي نوع آخر من الفن. حيث لم يكن مفهوم “الفن من أجل الفن” معروفًا، وعلاوة على ذلك، من المحتمل أن يكون غير مفهوم للمصري القديم الذي فهم الفن على أنه وظيفي قبل أي شيء آخر.
التماثل في الفن المصري:
هذا لا يعني أن المصريين لم يكن لديهم إحساس بالجمال الجمالي. حتى الكتابة الهيروغليفية المصرية كُتبت مع مراعاة الجماليات. حيث يمكن كتابة جملة هيروغليفية من اليسار إلى اليمين أو من اليمين إلى اليسار، من الأعلى إلى الأسفل أو من الأسفل إلى الأعلى، وذلك اعتمادًا كليًا على كيفية تأثير اختيار المرء على جمال العمل النهائي.
ببساطة، يجب أن يكون أي عمل جميلًا ولكن الدافع للإبداع كان يركز على هدف عملي وهو الوظيفة. ومع ذلك، فإن الفن المصري يحظى دائمًا بالإعجاب لجماله وهذا بسبب القيمة التي وضعها المصريون القدماء على التناسق.
بالإضافة إلى ذلك يعكس التوازن المثالي في الفن المصري القيمة الثقافية للانسجام الذي كان مركزًا للحضارة. كما ولم يكن ماعت نظامًا عالميًا واجتماعيًا فحسب، بل كان نسيج الخليقة ذاته الذي نشأ عندما أخرج الآلهة الكون المنظم من فوضى غير متمايزة. وكان مفهوم الوحدة هو هذه “الفوضى” ولكن الآلهة أدخلت الازدواجية مثل الليل والنهار، ذكر وأنثى، الظلام والنور، هكذا نظمت هذه الازدواجية.