ما هو الفن القوطي؟
يعد تعريف الفن القوطي مهمة معقدة، ومتنوعة للغاية، هي الحقيقة الجغرافية والزمنية التي تغطيها من منتصف القرن الثاني عشر الميلادي إلى عصر النهضة. حيث ظهر هذا المصطلح في عصر النهضة على وجه التحديد، للتعبير عن الازدراء الذي شعر به في تلك الأوقات للأشكال التي كانت تعتبر بربرية مثل القوط الذين نُسبت إليهم أبوتهم الخيالية.
الأسلوب للفن القوطي وتاريخه
وُلد الفن القوطي في إيل دو فرانس في فرنسا، وهي منطقة كانت في السابق أقل بروزًا من غيرها بسبب إبداعاتها الفنية، ولكنها استفادت بعد ذلك من تأسيس قوة الكابيتين وميولها المركزية، من السلام وإعادة الازدهار في المكان الذي أصبح مفترق الطرق التجارية والفكرية لأوروبا. ومع ولادة الجامعة هناك، تطور تعليم غير متخصص، حيث حلت الرغبة في المعرفة الموسوعية محل التأمل السابق في النصوص المقدسة، وأعاد اللاهوت اكتشاف المنطق اليوناني وترك الأديرة لمناقشات المدن، وفتح الأدب نفسه أمام اللغة العامية والمحبة والطبيعة.
كما ولم تظهر اللوحة “القوطية” إلا في بداية القرن الثالث عشر، أو ما يقرب من 50 عامًا بعد بدء العمارة والنحت القوطي. حيث يعتبر الانتقال من الفن الرومانسي إلى الفن القوطي غير دقيق للغاية وليس انقطاعًا واضحًا على الإطلاق، ولكن هناك بدايات لأسلوب أكثر كآبة وظلامًا وعاطفية ممّا كان عليه في الفترة السابقة. وهذا التحول كان أولاً في إنجلترا وفرنسا حوالي عام 1200، وفي ألمانيا حوالي عام 1220 وإيطاليا حوالي عام 1300. وتم ممارسة الرسم (تمثيل الصور على السطح) خلال الفترة القوطية في أربع حرف أساسية: اللوحات الجدارية واللوحات اللوحية وإضاءة المخطوطات والزجاج الملون. واستمر استخدام اللوحات الجدارية باعتبارها الحرفة الروائية الرئيسية على جدران الكنيسة في جنوب أوروبا كاستمرار للتقاليد المسيحية والرومانية المبكرة.
أما في الشمال كان الزجاج الملون هو فن الاختيار حتى القرن الخامس عشر. حيث بدأت اللوحات الفنية في إيطاليا في القرن الثالث عشر وانتشرت بشكل محموم في جميع أنحاء أوروبا، بحيث أصبحت بحلول القرن الخامس عشر الشكل الفني المهيمن. وكانت المخطوطات المزخرفة إحدى القطع القليلة من الفن القوطي التي أوقفت الزمن وما زالت باقية إلى اليوم. إذ أنه لم يصبح الرسم بالزيت على قماش شائعًا حتى القرنين الخامس عشر والسادس عشر وكان سمة مميزة لفن عصر النهضة.