ما هي المفاهيم والأنماط المرتبطة بفن الفيديو؟
سمح الفيديو للفنانين من مختلف الحركات بتوسيع مجموعة أدواتهم الحالية وعرض أفكارهم المتنوعة بطريقة فورية غير مسبوقة. كما وسمحت قابلية نقل الفيديو وسهولة استخدامه للممارسين بتسجيل أفعالهم أو أدائهم بطريقة لم يكن من الممكن تصورها من قبل. واستخدم هؤلاء الفنانون جميعًا مقاطع الفيديو لإنتاج أعمال فنية مباشرة وشخصية غير عادية لم تكن ممكنة بأي وسيلة أخرى. وهكذا، فإن ابتكار التكنولوجيا يعادل تطوراً في الإمكانية الفنية.
1- قوة التلفاز:
كان لشعبية البث التلفزيوني تأثير قوي على ممارسي فن الفيديو الأوائل على وجه الخصوص. وسعى فنانون مثل (Wolf Vostell، وMartha Rosler) إلى تسليط الضوء على ما اعتبروه قوة خبيثة تدريجية للتلفزيون من خلال إنتاج محاكاة ساخرة من البرامج الإعلانية والتلفزيونية.
واستخدمت بعض النسويات الفيديو لإبراز التحيز الجنسي في المجتمع عبر الثقافة الشعبية، وذلك عن طريق الفنان دارا برينيوم، على سبيل المثال، غالباً ما تفكك البرامج التلفزيونية الشهيرة، مثل (Wonder Woman) بشخصيات نسائية رئيسية، والتي جمعتها بعد ذلك على أنها صور بصرية متحركة شككت في الصورة النمطية والتجسيد.
2- فن التركيب:
وضعت الأعمال المبكرة للفنانين (Paik و Vostell) التي قدمت أجهزة التلفزيون كعناصر منحوتة الأساس لأعمال “تركيب الفيديو” اللاحقة. إذ يمكن تصنيف فن الفيديو المعاصر المعروض في معرض ما على أنه “قناة واحدة”، أي (شاشة واحدة) أو أعمال “تركيب” (تلك المصممة خصيصًا لعرضها في مساحة المعرض، من المحتمل أن تحتوي على أكثر من صورة واحدة وتتضمن مكونات إضافية مثل الدعائم أو المنحوتات)، ويُعتبر الفنانون مثل جاري هيل وبيل فيولا وجوان جوناس روادًا في تركيب الفيديو كشكل فني، مع الاستفادة الكاملة من الميزات المعمارية في معرض، على سبيل المثال، لإشراك عملهم بشكل كامل في الفضاء.
3- الفيديو كوسيط:
الفيديو هو عبارة عن إشارة إلكترونية يمكن معالجتها وتشويهها وتضخيمها وتحويلها. وبالنسبة للعديد من فناني الفيديو، كان الاهتمام بالفيديو لهذه الصفات المتأصلة أقرب إلى اهتمام الرسام المجرد بالزيوت والفرش والأشكال والبنية. كما وأنتج بعض الفنانين أعمالاً لعبت بالوسيلة نفسها ومع تحسن التقنيات، تطورت أيضاً فرص استخدام الفيديو لصفاته المادية بشكل كبير.
ومن الأمثلة البارزة في هذه الفئة الفنان (Peer Bode)، الذي كان يسن هذا النوع من التعاون الميكانيكي منذ السبعينيات، وفي كتابه (Flute with Shift) عام (1979) نرى صورة على الشاشة لرجل يعزف على الفلوت، والذي يتحول في السطوع وفقًا لمعامل المزج التناظري المتحكم فيه لأصوات الفلوت الحية.
4- تحدي اتفاقيات الأفلام:
عندما كان فن الفيديو في مراحل نشأته، كان الفيلم قد تم ترسيخه على نطاق واسع كوسيلة ترفيه ذات مصداقية، ووسيلة لرواية القصص، واختيار واسع الانتشار في مواجهة العديد من التجارب الإنسانية، بمجرد إزالتها من الذات. لكن الفنانين الذين يعملون بالفيديو سارعوا إلى منح أنفسهم الإذن بتجاهل أعراف هوليوود، بل وتجاهلوا قواعد السرد، وتجربة تقديم الصور المتحركة والصوت وفقًا لشروطهم الخاصة.
وكان هذا يعني العمل الذي يتحدى المفاهيم المتوقعة للحبكة أو إنشاء الشخصية، ولكن بدلاً من ذلك طرح الصور التي تشير إلى عاطفة الفنان أو بيانه أو لقطة سريعة له. وفي بعض الحالات، لا يقدم الفيديو أي تفسير حقيقي، ولكن كان المقصود فقط للمشاهد تجربة شعور، والتأمل في موضوع، أو إلقاء نظرة خاطفة على ذهن الفنان، وكأنها فوضوية أو هادئة. ومع عدم وجود نسج ضيق من البداية إلى النهاية، كانت هذه الأعمال مؤثرة وتتعارض مع كل ما كان من المفترض أن يعنيه الفيلم.