بداية وتطور فن العصر الذهبي الهولندي:
استلهمت اللوحات الفنية في العصر الذهبي الهولندي من عدد من التأثيرات الفنية، بما في ذلك المناظر الطبيعية ومشاهد القرية للرسام بيتر بروخل الأكبر، وعمل “سيد المناظر الطبيعية الصغيرة” المجهول، وفناني عصر النهضة في أوروبا الشمالية مثل: جان فان إيك وآلبرخت دورر (Albrecht Dürer)، وهيرونيموس بوس (Hieronymus Bosch)، وتشير أوتريخت (Utrecht Caravaggism). ومع ذلك، فقد كان في الأساس انعكاساً للهيمنة الثقافية والاقتصادية والعلمية لفن العصر الذهبي الهولندي.
كما وكانت لوحات بيتر بروغل الأكبر لحياة القرية العادية ضمن مشهد بانورامي تأثيرًا أساسيًا على فن العصر الذهبي الهولندي، ممّا حفز شعبية الأعمال الفنية، والمناظر الطبيعية، والتركيز الهولندي العام على التصوير الواقعي للوجود اليومي. وغالباً ما استخدم عمل بروغل “المشهد العالمي”، وهو بناء يجمع بين عناصر مذهلة من المشهد الأوروبي، يُنظر إليه من وجهة نظر مرتفعة. وغالبًا ما تم استخدام “المركب المثالي للعالم في لمحة أولمبية واحدة”، كما وصفه مؤرخ الفن سيمون شاما، في سياق توراتي أو تاريخي.
كان العصر الذهبي الهولندي رائداً حتى الآن حيث الحياة الساكنة. إذ تطور هذا العنصر المهيمن في الفن الهولندي إلى عدد من الأنواع الفرعية التي كانت الحياة الزهرية الأكثر شيوعًا فيها. وكان جان بروخل الأكبر، ابن بيتر بروغل، رائدًا مبكرًا في الحياة الساكنة للزهور، في أعمال مثل زهوره في سفينة خشبية عام(1606-1607).
التطورات اللاحقة بعد فن العصر الذهبي الهولندي:
بدأ فن العصر الذهبي الهولندي في التدهور مع بداية الحرب الفرنسية الهولندية، عندما غزا الفرنسيون هولندا عام (1672). ولطرد الغزاة، قام الهولنديون بكسر السدود، وإغراق معظم الأرض، حيث لا يزال يشير عام (1672) إلى إسم “عام الكارثة”. ومع انهيار الاقتصاد، قد حدث ذلك أيضاً في سوق الفن الهولندي، ممّا أثر على الفنانين بما في ذلك فيرمير الذي أفلس. وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب عام 1678، كانت القوة الهولندية قد تضاءلت بشدة ولم يتعاف سوق الفن أبداً.
ومع ذلك، أثرت أعمال النوع الهولندي على الرسامين الفرنسيين، بما في ذلك جان سيميون شاردان، وجان بابتيست غريوز، وجان أونوريه فراغونارد، حيث أصبح أسلوب الروكوكو، بقيادة الفرنسيين، مهيمناً في أوائل القرن الثامن عشر.
