كيف أثرت العوامل البيئية على الأعمال الفنية؟
يعدّ الفن هو أحد العوامل الأساسية للتنمية البشرية والحضارة، إذ يعطينا الفن القديم أدلة على الحياة الاجتماعية القديمة. حيث وصفه المؤرخون بأنه وسيلة للتعبير عن الفكر والأفكار والمعلومات، كما وقد استخدم المؤرخون العمل الفني لتحديد طريقة الحياة فيكل فترة من فترات الحياة. عند التجول في العديد من الدول اليوم، سوف تكتشف الطبيعة التحويلية للفن والمجتمعات. حتى في أصغر مدينة، سترى متاحف ومعارض رائعة تعرض الأعمال الفنية للمجتمعات القديمة والحديثة وتبين لنا أساليب حياتهم والطريقة التي كانوا يعيشون بها.
قدمت الأشكال المختلفة للفنون مجموعة واسعة من الترفيه والإلهام والتحول عبر تاريخ البشرية. فلقد وصل العالم إلى نقطة، حيث يوجد اعتراف متزايد بالقيمة الواسعة للفن. ولم يعدّ سراً أن الفن يلعب دورًا مهمًا في استكشاف الحضارة الإنسانية ومناقشتها وإعادة تقويمها. حيث أن هناك العديد من الآثار والرسومات والعمارة في جميع أنحاء العالم التي تذكرنا من أين أتينا ومن أي حضارة وجدنا. إذ يأتي العديد من أقدم الحضارات من الحضارة الإنسانية المبكرة في مصر وبلاد ما بين النهرين وروما وبلاد فارس وآسيا.
ومع ذلك، فإن هذه الأعمال العظيمة تتعرض لتهديد دائم من العوامل الطبيعية. سواء كان ذلك بسبب الوقت أو المناخ أو الأخطاء البشرية؛ حيث إنهم يجعلون من الصعب علينا التواصل مع تاريخنا. لهذا السبب، سوف تكتشف أن الفنون التي نراها اليوم قد تم تجديدها مرارًا وتكرارًا، ممّا يجعل الكثيرين يفقدون مناهجهم الأصلية. حيث تعدّ التغييرات في البيئة العامة للكوكب هي السبب الرئيسي لهذه الأحداث المؤسفة.
الإنسان والبيئة وتأثيرهم على الفن:
في عالم الفن، تشكل التغييرات الجيولوجية تهديدًا بارزًا للحفاظ على التاريخ. حيث تشير التغيرات المناخية الهائلة التي نشهدها حالياً، مثل تلك التي شهدناها عام 2014، إلى وجود خطر كبير على القطع الأثرية الفنية. أشياء مثل الرياح القوية والزلازل وأمواج التسونامي وحرائق الغابات، حيث تعد هذه الظواهر والتغيرات مدمره لأيّ فن رائع موجود في العالم.
واليوم، يعدّ الاحتباس الحراري أحد أكبر التهديدات للبشرية، وللفن القديم بالفعل. حيث أنه ولسوء الحظ، أدت الأنشطة البشرية إلى جعل هذا الوضع أسوأ. وإذا استمر وحدث ذلك فيمكننا أن نقول وداعًا للأهرامات المصرية والعمارة المماثلة. بقدر ما نرغب في وجودهم حولنا، فلن يكون من المنطقي في السنوات القليلة القادمة عندما يتم جرف كل شيء من خلال الاحتباس وغيره من الظواهر المخيفة التي تهدد الفن والحضارة. فالشيء الوحيد الذي سيذكرنا بهذه الأوقات هو ربما الصور التي نلتقطها الآن، خلاف ذلك ستكون كلها قصص.