سيرة محمد عبده

اقرأ في هذا المقال


محمد عبده:

مطرب من أصولٍ سعوديّة احترف التّلحين والغناء. وقدَّم فنَّه على مسارح الوطن العربي ووصل صيته إلى العالمية.

نبذة عن محمد عبده:

محمد عبده المطرب السعودي الملقب بـ”فنان العرب”، مشهور على امتداد الوطن العربي. وقدّم على طول مسيرته الغنائية أغانٍ عاصرت الجيلين القديم والحديث. ويُعدّ الفنان القدير محمد عبده فخرًا لوطنه الأم السعودية، حيث قدَّم أغانيه في العديد من المسارح سواء كانت في الخليج العربي أو في دول بلاد الشام وشمال إفريقيا.
وكانت بدايات الفنان محمد عبده الفنيّة مع أغانٍ بعناوين مثل “خاصمت عيني من سنين” وأغنية “يابو شعر ثاير” و”سكة التايهين”.

بدايات محمد عبده:

كانت طفولته صعبةً للغاية، عاش الفقر والحاجة، ذاق مرارة العيش بعد موت والده ولم يكن حينها يتجاوز السادسة عشرة من عمره. والمفاجئ أنّه لطالما كان الإبحار حلمًا يراوده. ولعل حبه لوالده البحّار هو ما دفعه وحرّض فيه حب البحر والسفن. والتحق محمد عبده بالمعهد الصناعي وتخصّص في مجال السفن سعيًا منه لتحقيق حلمه، لكن ولعه بالغناء والطرب جذب اهتمامه وحواسه، لتبدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي.
وبعد تخرجه من المعهد وإرساله ضمن بعثةٍ لصناعة السفن أُرسلت إلي إيطاليا، تيقن من شغفه الغنائي والفني. وانطلق منها إلى بيروت، بمساعدة “عباس فائق غزاوي” الذي آمن بموهبة محمد عبده بعد غنائه في برنامج “بابا عباس” عام (1960)، شرع في إصدار أولى أغانيه بعنوان “خاصمت عيني من سنين” من كلمات الشاعر طاهر زمخشري وألحان السوري “محمد محسن”.
وعاد محمد عبده إلى وطنه ليبدأ طريقه في عالم الفن، ليسجل أغنيةً أخرى بعنوان “سكة التايهين” من كلمات الشاعر ناصر بن جريد وألحان الموسيقار طارق عبد الحكيم عام (1966).

إنجازات محمد عبده:

بعد صقل موهبته الفنية، قرّر محمد عبده تلحين أغانيه بنفسه، حيث لاقى ذلك نجاحًا بتلحينه لأغنية “خلاص ضاعت أمانينا … مدام الحلو ناسينا” التي أداها بمرافقة عوده. وكانت هذه التجربة بدايةً شجعته على الاستمرار وتكرار النجاح.
وكرر تجربة التلحين مع كلمات من تأليف الشاعر “الغريب” بأغنية بعنوان “الرمش الطويل” عام (1967)، التي لاقت نجاحًا كبيرًا في سائر الخليج العربي والعالم العربي وبِيعت حوالي ثلاثين ألف أسطوانة. وتلاها رائعته “لنا الله” من كلمات الشاعر إبراهيم خفاجي في نفس العام.
وكانت فترة السبعينيات مليئةً بالنجاح لمحمد عبده، فقد عُرِف على مستوى الوطن العربي، كمطرب ناجح من السعودية والخليج العربي. ولُقِّب إثر ذلك بلقب “مطرب الجزيرة العربية”، حيث كانت انطلاقته الكبرى من مصر، ليذيع صيته في كل حدبٍ وصوب.
ومن الجدير بالذكر أن أغنيته “ابعاد” هذه الرائعة من كلمات الكبير فائق عبد الجليل، انتشرت بشكلٍ عالميّ، لتترجم مع ألحانها إلى الإيرانية والهندية واليونانية وغيرها الكثير من الدول الأوروبية، مثبتًا نجاح هذه المطرب الكبير وقدرته على الأداء والتميّز العالميّ.
وغنّى محمد عبده أغنية بعنوان “الرسايل” وكان أداؤه لها تجربةً لأداء الأغنية الطويلة، حيث قدَّمها على مسارح القاهرة والرياض عام (1974)، ليثبت مرّةً أخرى موهبته وقدرته الغنائية المميزة. ولم تنتهِ فترة السبعينيات إلّا بعد أن أصدر العديد من الأغاني التي لاقت رواجًا ومستمعين من كل الفئات، منها أغنية خطأ و أغنية سهر و أنت محبوبتي و أغنية مالي ومال الناس وغيرها الكثير.
وتعاون لاحقًا مع الملحِّن الدكتور عبد الرب إدريس، حيث قدما مزيجًا من الأغاني مثل أغنية “كلك نظر” وأغنية “أبعتذر” وأغنية “محتاج لها، جيتك حبيبي”. وحقق نجاحًا كبيرًا بتأديته لأغنية “ما ذكرت” في حفل فني في مدينة جنيف السويسرية عام (1988). وقدّم خلاله أغانٍ من ضمن عدة ألبومات، مثل: “وهم، العقد، إنت معاي”، سُجلت حفلته غلى أشرطة الفيديو، وحققت أرقام مبيعٍ كبيرة.
ولم يتوقف عطائه الفني قط، وتابع تقديمه لأغانٍ فريدةٍ عاصرت زمنها وحصدت الكثير من المعجبين والمستمعين، مثل، أغنية “المعاناة” و “الفجر البعيد” و “على البال” و “مشرق النور” بين فترتي (1990) و (2000)، بالإضافة إلى أغنية “شبيه الريح” و “الأماكن” و “أيامي ليك” وذلك بين فترتي (2000 )و (2010). وأغاني مثل “جاني كلام” و “بعلن عليها الحب” و “عمري نهر” بين عام (2010) وحتى وقتنا هذا.

أشهر أقوال محمد عبده:

قد تستغرب إذا قلت لك أنني لا أحب البحر أبداً، لأنني لا أحب المجهول وما يخفيه في أعماقه، لكنني بالمقابل أستمتع، أستمتع برؤيته في الصباح أو المساء.

حياة محمد عبده الشخصية:

لطالما حافظ محمد عبده على خصوصية حياته الشخصية، لكن ما عُرف عنه هو انفصاله عن زوجته بعد علاقةٍ دامت 26 عامًا. ولديه منها سبعة أولاد، هم: نورة ووِدّ وهيفاء وريم ودلال و عبد الرحمن وبدر. ولطالما حاولت الصحافة والإعلام التدخّل في حياته الشخصية وخصوصًا بعد شائعات زواجه من إحدى معجباته، لكنه نفى ذلك مرغمًا بسبب تجاوز الإعلام لخطوطه الحمراء وازدياد الشائعات حول ذلك. ولم تتوقف الشائعات حول زواجه. والآن يُقال أنه متزوجٌ من سيدةٍ تونسية من أصول جزائرية، في حين نفت ابنته هيفاء المقربة منه ذلك، لكن كلًّا من نورة وبدر أكدا صحة الخبر لاحقًا. أمّا من حيث ديانة محمد عبده ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية.

حقائق سريعة عن محمد عبده:

حاز محمد عبده على لقب فنان العرب، الذي أطلقه عليه الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة، بعد أن أقام حفلةً في تونس في ثمانينيات القرن الماضي. واعتزل الفن بين عامي (1989 و 1997)، لكن لم يكن اعتزالًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لكنه كان قد توقف أداء الحفلات الغنائية. ولعلّ ذلك لأسبابٍ عدة كوفاة والدته ولتقييم ماضيه الفني ودراسة ما سيقدمه لاحقًا.
وحصل محمد عبده على ميدالية الاستحقاق من الدرجة الثانية من خادم الحرمين الشريفين، كما حاز على وسام بو رقيبة للثقافة من الردة الثانية عام(1982).
وتعاون مع العديد من الشعراء، من أشهرهم: بدر شاكر السياب وعبد الله الفيصل وطلال الرشيد وإبراهيم الخفاجي ومحمد بن راشد آل مكتوم وعبد الرحمن بن مساعد والشاعر خالد التويجري، كما تعاون مع العديد من الملحنين، من أشهرهم: عمر كدرس وطارق عبد الحكيم وعدنان خوج ومحمد شفيق وسراج عمر ورابح صقر وأنور عبدلله ومحمد الموجي والملحن سامي إحسان.


شارك المقالة: